الرئيس صالح ثلاثون عاماً من الدبلوماسية الناعمة !

بقلم: الخضر البرهمي

أعتقد أن التعايش بين بلدين مُختلفين كشمال وجنوب اليمن مسألة صعبة وبحاجة إلى وقت ويجب أن تترسخ الشراكة ببطء وفق معايير وتعايش سلمي لايأتي  بالقوة ، ولكن سبق السيف العذل وبات الرئيس علي عبدالله صالح من أبرز الدبلوماسيين الروّاد في المنطقة العربية وخاصة بعد مشروع الوحدة اليمنية الذي فرضته سذاجة الشريك الجنوبي من جانب ، وآخر نهاية المعسكر الأشتراكي من ثم اللجوء إلى حضن الشمال !

 سعى صالح إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة متوازنة في شكلها وبالتالي استطاع السيطرة داخلياً ولاسيما في العقدين الأخيرين من حكمه ، حيث قامت تلك السياسة على محاور أمنية بحتة تتلخص توجهاتها في البقاء وتعزيز الأمن القومي ، كما استغل كذلك الفجوة بين المؤيدين والمعارضين للرئيس علي ناصر محمد في تلك الحقبة التي منحته القوة والمصداقية أمام المؤيدين والانفراد بالسلطة مدعوماً بقاعدة فرق تسد وفتاوى اليسار المتطرف !

ظل عفاش لسنوات طوال وهو على هذا المنوال قائماً بوساطاته الدبلوماسية الناعمة ومساعيها الحميدة بين أكثر من دولة داخل الإطارين العربي والإسلامي تاركاً الشأن الداخلي للمناوئين له بعد أن إرسى قواعد متينة للسير وفقاً ولنصوصها واحترام الحقوق التاريخية ، أكسبه كل هذا موضوعية وحيادية والظهور بثقة وتحد في أكثر من مواجهة ومناسبة على أكمل وجه وأفضل صورة !

تخترق الرواية الكاملة للرئيس علي عبدالله صالح لعبة الزمان المخاتل ، وقد تبلورت تقنيات السرد في نسق أسلوبي يتيح أن يرسم المشهد أبعاداً كامنة لسيرته ، وقد نكون أمام مظاهر سخرية نرى في ظاهرها تلافيف الواقع الحزين ، وبالمقابل وجود شرفاء في منازلهم  يرفضون اختزال اليمن في ولاءات طائفية ومناطقية ضيقة طالما وهناك بشارات بوجود البديل !

ركزوا على سلبيات المرحلة  وغضوا النظر عن المتآمرين الذين كانوا سبباً رئيساً في إفساد وجود الدولة ، وجعلوا من صالح وزمرته هدفاً لسهامهم وحمّلوه كل الخطايا الديمقراطية والسياسية ، فمن يرمونه اليوم بالحجارة سيدركون غداً مثقال وزنها ، والله المستعان !