الرسول محمد ﷺ : بين التقديس والتعظيم.!!
بقلم: منصور بلعيدي
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس مقدسًا بالمعنى الذي يتضمن العبادة، ولكنه معظّم وموقر ومحبوب لدى المسلمين.. ولنأتي بشئ من التبيين في هدا الامر:
*التعظيم* هو التقدير الكبير والاحترام والإجلال لشخص ما، لكن دون الوصول إلى مستوى العبادة. والمسلمون يعظمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقدرونه ويرون فيه قدوة ومثالاً يحتذى به في حياتهم، لكنهم لا يوصلون حبهم له الى درجة التقديس فتلك خاصية لله فقط وقد غضب النبي من الرجل الذي قال له: ماشاء الله وشيئت يا رسول الله فقال له: أجعلتني لله نداً..قل ماشاء الله ثم شيئت يا رسول الله.
*التقديس* من ناحية أخرى يتضمن العبادة أو وضع الشخص في مقام العبادة. وهذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية التي تؤكد أن العبادة تكون لله وحده.
الأدلة:
*من القرآن الكريم:*
- *"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ"* (فصلت: 6). يوضح النبي أنه بشر يوحى إليه وليس إلهاً يُعبد.
*من الأحاديث الصحيحة:*
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"لا تُطْرُوني كما أطْرَت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبد الله ورسوله"* (رواه البخاري). هذا الحديث يؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم يرفض أي شكل من أشكال التقديس الذي يتجاوز حدود الاحترام والتعظيم.
*من أقوال العلماء:*
- قال ابن تيمية: *"المسلمون لا يُبغضون النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعادونه، ولكنهم يعظمونه ويحترمونه، ويقولون هو رسول الله، وليس لهم أن يعبدوه أو يعطوه صفات الألوهية"* .
بناءً على ما سبق، يمكن القول أن المسلمين يعظمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويحترمونه ويقدرونه، ولكنه ليس مقدسًا بالمعنى الذي يتضمن العبادة إذ أن لا عبادة لاحد من المخلوقين ولكن للخالق وحده.