ديسمبر .. الحكاية التي لم تُروَ بعد

ننتظر فيلم العربية بلهفة لا لنبكي مجددا على أنفاس الزعيم الأخيرة بل لنسمع الرواية التي طال تغييبها لنشاهد التاريخ كما يجب أن يروى، لا كما أراد خصوم الوطن أن يكتب

علي عبدالله صالح لم يكن مجرد رئيس. كان ظاهرة سياسية يمانية نادرة تحرك في دهاليز الداخل اليمني الشائك كما في متاهات الإقليم والدول الكبرى
 من الريف الصعب إلى كرسي الرئاسة، من الوحدة إلى الحرب، من البناء إلى لحظة تسليم السلطة، من التحالف المؤلم إلى المواجهة الأعظم، ثم إلى الموت الذي زلزل الخصوم وغير مسار المعركة

ديسمبر ليس ذكرى منزل حوصر ولا لحظة رصاص في آخر الزوايا
 ديسمبر ملحمة ممتدة تبدأ من أول انتفاضة شعبية ضد الكهنوت وتستمر حتى اليوم في مريس و حجور والحيمة ونهم وتعز والساحل وكل نقطة قاومت الظلم

صالح لم يكن خطأً كما أراد البعض أن يصوره، بل كان ابن هذه الأرض بوجدانها وتعقيدها وتاريخها
 أخطأ ؟
نعم، لكنه حين أصاب، بنى وحدة وصنع دولة وواجه الحروب وأبقى الدولة واقفة رغم كل الرياح

ولذلك ديسمبر لا يختصر في لحظة موت بل يقرأ كتحول وطني عميق من عارف الزوكا إلى طارق ومن القبائل إلى الجمهور، هناك قصة شرف لا تنتهي

نأمل أن تعيد العربية الاعتبار ل علي صالح لا كاسم عائلة، بل كمعنى يمني خالص، ملك لكل من يحمل الهم الوطني ويؤمن بأن اليمن فوق الجميع.