مجلس القيادة الرئاسي... يَكُن أو لا يَكُن؟
مع تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة، تزداد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، وسط استياء شعبي عارم من قبل المواطنين، وأزمة خانقة وانعدام أي بوادر لحل جذري، هذه الأزمة التي تحوّلت إلى كابوس يومي لسكان الجنوب عامة، تضع مجلس القيادة الرئاسي أمام اختبار حقيقي إما أن يكون مجلسًا فاعلًا يُحدث تغييرًا ملموسًا، أو لا يكون سوى كيانٍ شكليٍّ عاجزٍ عن تقديم أي حلول، وبالتالي مغادرته خير من بقائه فقد يكون مجرد فزاعة، مثل فزاعة المزرعة.
أزمة الكهرباء في عدن ليست جديدة، لكنها تتفاقم عامًا بعد آخر، رغم الوعود المتكررة بتحسين الخدمة، فمن شحّ الوقود إلى الأعطال المستمرة، ومن غياب الصيانة إلى ضعف البنية التحتية، كلها عوامل تجعل من التيار الكهربائي رفاهية نادرة في مدينة يفترض أن تكون عاصمة مؤقتة للدولة.
هناك جملة من التساؤلات يطرحها الشارع، إذ أن
المواطن لم يعد يثق بالكلام، بل يريد أفعالًا واضحة هل سيتم توفير الوقود بشكل مستدام لمحطات التوليد؟
هل هناك خطط حقيقية لإيجاد بدائل للطاقة أو تطوير المحطات الحالية؟
لماذا لا تُتخذ قرارات جريئة لحل الأزمة جذريًا، بدلًا من المعالجات المؤقتة التي لا تصمد سوى أيام؟
إن المجلس اليوم في اختبار صعب بين المسؤولية والتحدي، مجلس القيادة الرئاسي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكون مجلسًا بحجم التحديات، فيضع خطة طوارئ حقيقية لإنقاذ عدن والمحافظات المجاورة من الظلام، أو أن يفقد ثقة الناس نهائيًا، ليُصبح كغيره من الكيانات التي لم تقدم سوى وعودٍ تبخّرت في الهواء.
الحلول ممكنة، والقدرة على التغيير موجودة، لكن السؤال الأهم هل يملك المجلس الإرادة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة؟ أم أن أزمة الكهرباء ستبقى عنوانًا آخر لغياب الدولة وانعدام الحلول؟
يَكُن أو لا يَكُن... هذا هو التحدي!
ودمتم سالمين