كهرباء عدن بين مطرقة أزمة الوقود، وسندان غياب الحكومة، والوليدي في الميدان
كهرباء عدن ومعركة البقاء في مواجهة الظلام، تعاني مدينة عدن منذ سنوات من أزمات متتالية في قطاع الكهرباء، حيث أصبح انقطاع التيار الكهربائي جزءًا من معاناة يومياً تثقل كاهل المواطنين، ومع تفاقم الأزمة، وغياب الحلول الجذرية من قبل الحكومة، برز المهندس سالم الوليدي، مدير عام كهرباء عدن، كأحد أبرز الأسماء التي تقف في مواجهة هذا التحدي، مجسدًا دور الدولة في توفير الوقود وتشغيل المحطات، وسط ظروف بالغة التعقيد، وهل هي محطة الرئيس في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم تخرج عن الخدمة، حراء نفاد الوقود الخام والمتوقف من محافظة حضرموت منذ عدة أيام.
تعتمد محطات الكهرباء في عدن بشكل أساسي على وقود الديزل والمازوت، لكن عدم انتظام الإمدادات، وتأخر وصول المخصصات الحكومية، جعل المدينة تغرق في الظلام مرارًا وتكرارًا، وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من انقطاعات طويلة، تبدو الحكومة عاجزة عن تقديم حلول مستدامة، ما جعل الوليدي يخوض معركة تأمين الوقود من خلال التواصل المستمر مع الجهات المانحة والتجار المحليين لضمان استمرارية التيار الكهربائي.
قد يتسأل البعض ما هو دور الوليدي في إنقاذ الموقف؟ في ظل هذا الفراغ، لم يقف المهندس سالم الوليدي مكتوف الأيدي، بل بذل جهودًا مضنية لضمان استمرار تشغيل المحطات، حيث لعب دورًا محوريًا في تأمين دفعات إسعافية من الوقود، كان آخرها السلفة المقدمة من مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، ممثلة بالأستاذ رشاد هائل، والتي أسهمت في إنقاذ الموقف لو مؤقتًا.
لم تقتصر جهود الوليدي على تأمين الوقود فحسب، بل كان حاضرًا في الميدان، متابعًا أعمال التشغيل، محاولًا قدر الإمكان إبقاء المنظومة الكهربائية تعمل رغم التحديات الكبيرة.
هل تستمر الحلول المؤقتة؟ رغم هذه الجهود، تبقى أزمة الكهرباء في عدن بحاجة إلى حلول استراتيجية طويلة الأمد، فاستمرار الاعتماد على الحلول الإسعافية لا يمكن أن يكون بديلًا عن إصلاح جذري يضمن استقرار الطاقة الكهربائية في المدينة، تحتاج عدن إلى استثمارات حقيقية في قطاع الطاقة، وتحسين كفاءة المحطات، بالإضافة إلى دعم حكومي مستدام يضمن تدفق الوقود دون الحاجة إلى التدخلات الطارئة.
في ظل هذه الظروف، يبقى المهندس سالم الوليدي نموذجًا للمسؤول الذي لا يكتفي بالمشاهدة، بل يعمل بإخلاص وسط دوامة الأزمات، رغم قلة الإمكانيات وكثرة العقبات، ومع استمرار التحديات، يأمل المواطنون أن تكون هذه الجهود نواة لحل جذري ينهي معاناتهم المستمرة مع الكهرباء، خاصة مغةقرب قدوم شهر رمضان المبارك، والذي يحتاج فيه الناس إلى خدمة كهربائية مستقرة.
وختامًا: تبقى كهرباء عدن بين مطرقة الأزمات وسندان غياب الحلول الحكومية، فيما يبقى الوليدي في الميدان، محاولًا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط تساؤلات عديدة: إلى متى ستستمر هذه المعركة؟ وهل سيكون هناك دعم حقيقي لإنهاء هذه الأزمة المتكررة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.
وفي الأخير هنا همسة، أنا لا أكتب هذه الكلمات تطبيلاً للمهندس سالم الوليدي، ولا اكتبها تزلقاً، ولا كي انال حفنة من المال، يا أكتب هذه الكلمات لأنني أعيش هذه ألأزمات بكامل تفاصيلها مع الأخ العزيز سالم الوليدي، وعن قرب منه، ومن كان قريباً من هذه المعركة، هو فقط سوف يستعشر حجم الجهود التي يبذلها الأخ العزيز سالم الوليدي.
ودمتم سالمين