قضايا الرأي العام تسطع الحقيقة على الشاشة دائماً ومع كل قضية في حضرموت وأبين
في كل مرة يتضامن ويتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً أو فيديوهات تثبت تورط أشخاص في انتهاك حقوق مواطن أعزل وسرعان ما تتحول تلك الحوادث إلى قضايا رأي عام وبكل فناء تتجاوب الأجهزة الأمنية وقد رأيت هذا النموذج الرائع يسطع في محافظة حضرموت ساحلاً حيث تتواجد قوات النخبة الحضرمية ثم انتقل الأمر في الآونة الأخيرة إلى وادي حضرموت الذي تبنى نموذجاً أمنياً مميزاً بقيادة مدير الأمن القائد عبدالله سالمين بن حبيش الصيعري
وفي محافظة أبين قلب الجنوب النابض شاهدت أكثر من مرة حملات إعلامية يقودها رواد منصات التواصل الاجتماعي تضامناً مع ضحايا الانتهاكات وكان آخرها قضية يوم أمس التي وثقها فيديو لسائق مقطورة مصري الجنسية تعرض للتقطع من قبل أفراد خارجين عن النظام والقانون ولحسن الحظ أظهر الرجل شجاعة نادرة فوثق ما تعرض له خلافاً لكثير من المارة الذين يتعرضون للتقطع والابتزاز دون توثيق مما حول الحادثة إلى قضية رأي عام
تجاوبت القوات الأمنية في المحافظة ممثلة بالقائد أبو مشعل الكازمي وألقت القبض على تلك العناصر لكن ولسوء الحظ لا تزال محافظة أبين تعاني من ضعف في الموارد والقدرات الأمنية نتيجة التخلي الحكومي عنها وهي المحافظة الأبية التي عانت لعقود من انتشار مخيف لعناصر إرهابية وخارجة عن النظام والقانون مما يتطلب من الجهات الأمنية قدرات وإمكانات عالية للقيام بواجبها على أكمل وجه
وقد شهدنا هذا النموذج في الأعوام السابقة وخلال الأشهر الماضية في محافظة حضرموت سواء في الساحل أو الوادي ومن أبرز القضايا قضية بائعة الآيس كريم التي تعرضت لاعتداء من قبل شخص وتحولت القضية إلى قضية رأي عام مما استدعى تدخل قوات النخبة الحضرمية التي فرضت هيبة الدولة وألقت القبض على المعتدي
وبمثل ذلك كان الحضور الأمني واضحًا في وادي حضرموت بعد ظهور أحد صانعي المحتوى الإعلامي وهو يتظاهر بمقاطع فيديو اعتبرها البعض مسيئة ومخلة بالأعراف والسلوك العام ولا تتناسب مع طبيعة المجتمع فبادر عدد من الإعلاميين ورواد التواصل الاجتماعي بشن حملات ضد ذلك الشخص مما استدعى تدخل القوات الأمنية التي ألقت القبض عليه وفعلاً تعهد أمام الجميع معتذراً للرأي العام متعهداً بعدم تكرار ذلك الخطأ
هنا نقول إن الفارق واضح بين من يؤمن بحق القانون وحق حكم الرأي العام الذي يسطع احتراماً وإجلالاً له بعكس بقية المحافظات التي لطالما شهدنا فيها انتهاكات بحق الكثيرين ولعلنا لا ننسى محافظة تعز التي لا تزال حتى اليوم تعاني من انتهاكات صارخة تصل إلى مئات الحالات اليومية دون حسيب أو رقيب
تحية وإجلال لقوات الأمن في محافظة حضرموت ساحلاً ووادياً ومحافظة أبين الأبية


