في هوامش سيرة سيد الخلق
سيدي وحبيبي وقرة عيني ! ماذا عساي أن أقول في شخص بحجمك ، في قلب استوعب أمة ، في عقل أدرك مآلات زمن ؛ فحذر من الشرور ، وبين طرق الهداية والنور ، ماذا عساي أن أقول فيك ، بعد أن نعتك الخالق بالبشير ، وبالنذير ، ثم كناك بالسراج المنير ...
سيدي وحبيبي وقرة عيني ! لاريب أنني في خجل مما سأسطره بقلمي في عظيم بعظمتك ، في مجتهد بهمتك ؛ صنعت أمة ، ورسمت لها معالم الطريق ، وأمرتها أن تخطو بثقة على الصراط المستقيم ، وجعلت منها المعلم الأقدر لغيرها من الأمم ، بعد أن قضت ردحا من الزمن غارقة في غياهيب الجهل والظلام ، متخلفة عن مراكز الرفعة والسمو ، فجعلت منها الرائد والقائد ، والربان الأقدر للسعي بالأمم إلى شواطئ النجاة والفلاح ، وكان هذا في عقدين وبضعة أعوام من الزمان ، فنعم المعلم كنت ، ونعم القائد أنت ، بعثت لتنقذ أمة ، فأحسنت إذ نصحت ، وأرشدت حتى رحلت ، لقد كنت إمام الأنبياء ، وحامل الراية لزمرة الأتقياء ، والصادق الأمين الذي لايعرف الحقد ولا النفاق ولا الرياء ، فلله درك يامحمد ، ياسيدي يارسول الله !!!
لكن لوعلمت مافعلت أمتك بعد رحيلك ، لارتعت مما صنعت ، ولتألمت مما فعلت ، ولطلبت من ربك أن يعيد بعثتك ، لقد تخلت عن نشر الرسالة ، وداست بأقدامها على الأمانة ، سيدت على نفسها الأقزام ، وجثت ساجدة للجبناء اللئام ، وتخلت عن الكرامة والعزة والشرف وفعل الكرام .
ماذا عساي أن أقول ؟ قلمي يرعف حبرا ، ولايستطيع الإيفاء بما يرى كلما ، وقلبي ينزف دما ، ولكن يستحيل التغيير حتى لمما ، فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .