وتوشحت مودية بوشاح القرآن ..

بقلم: د. سعيد سالم  الحرباجي 

برعاية معالي وزير الأوقاف والإرشاد ، ومحافظ محافظة أبين ، وبحضور وكيل محافظة أبين أ/ عبدالعزيز الحمزة ، ومدير عام الأوقاف والإرشاد م/ أبين / وممثل عن مدير عام الشؤون الاجتماعية م / أبين ، ومدير عام م/ لودر ، وأمين  عام المجلس المحلي م / مودية ، ومديري مكاتب مديرية مودية ، وبحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية من مختلف مديريات المحافظة .
احتضنت مديرية مودية بمحافظة أبين يومنا هذا الأثنين الموافق ( 17 /2 / 2025م) المهرجان الأول لتخريج ثلاثة وسبعين حافظاً وحافظة لكتاب الله ، والذي ترعاه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في المحافظة.

وكم هو شرفاً أن تحتضن مديرية مودية هذا الحفل المهيب ، وأن تتزين بهذا الثوب الغشيب ، وأن تتوشح بهذا الجمع البديع ، وأن تصدح فيها  حناجر طاهرة بترنيم آيات القرآن الكريم...

وليس بغريب على مديرية مودية أن يكون شبابها في الصدارة ، ورجالها في الريادة ، وأن تكون مصدر إشعاع للنور ، ومركز انطلاق للعلم ، 
ونقطة ارتكاز للتنوير ، ومعيناً رقراقاً للثقافة ، وينبوعاً متدفقاً للوسطية والإعتدال .

وهاهي اليوم تثبت للداني ، والقاصي  أنها  نابذةٌُ  لكل أشكال  العنف ، والإرهاب ، والتطرف  ، طاردةُ لكل فكر دخيل منحرف  ،  لافظة لكل  فعل دخيل معوج ، جامعة لكل معاني السلام ،ومجسدة لكل قيم المحبة والوائم  .

فتاريخها في مجال العلم ناصع ، وماضيها في ميادين الشرف ساطع ، وحاضرها في تنافس  الصادرة  واقع .

إنها مديرية مودية ...
مدينة العلم ، والثقافة ، والفن ، والأدب ، والشعر .

وهكذا ستبقى عصية على كل الدعوات التي تريد النيل منها ، وإلصاق التهم الزائفة بها .
ستبقى نبراساً للنور ، ومنبعاً للأحرار ، وملهمة للثوار ، وصانعة للأخيار .

ثلاثة وسبعون حافظاً وحافظةً كرسوا جهودهم لخدمة القرآن الكريم ، وحفظه ، وتجويده ، وترتليه ، والاعتناء به.

فياله من شرف ، وياله من فضل ، وياله من تكريم ، ويا له من اصطفاء ، ويالها من مزية .

إنه القرآن الكريم ، قال عنه  ربنا سبحانه وتعالى 
﴿ الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ 

وقد أحيى الله به أمة وكانت من خيرة الأمم ، وأنشأ به جيلاً فكان من أعظم الأجيال ، وأخرج به قوماً فكانوا من أفضل الأقوام  ، وَأنْشِئتْ به حضارة هي  من أرقى الحضارات ، وَأّزِيلتْ به امبراطوريات من أعتى الإمبراطوريات ، وَطُويت به مرحلة تاريخية من أسوأ مراحل التأريخ .

كل ذلك التغيير ، وكل ذلك التحويل ، وكل ذلك التبديل ....تم بنور القرآن الكريم.

فهؤلاء الفتية اليوم يستلهمون ذلك الإرث الحضاري ، ويستروحون ذلك الفيض الإلهي  الذي صنع معجزة التغيير من وسط  ركام الجاهلية النتنة ..
ويعقدون العزم للسير على درب ذلك الجيل الفريد ، ويتطلعون للعودة بالأمة للصدارة ، والريادة ، والقيادة .