اختتام المنتدى الإقليمي العربي السادس باعتماد إعلان الكويت للحد من مخاطر الكوارث.

الكويت (أبين الآن ) متابعات
اختُتم اليوم المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث في مدينة الكويت، ممثلًا خطوة هامة في مسيرة المنطقة لتعزيز القدرة على الصمود وتقليل المخاطر. وقد استضافت حكومة الكويت المنتدى بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية، حيث جمع المنتدى أكثر من 600 مشارك من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية. وانعقد المنتدى تحت شعار "بناء مجتمعات عربية قادرة على الصمود: من الفهم إلى العمل،" حيث أتاح مساحة شاملة لمناقشة الحلول للتحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة العربية.
وشهد المنتدى اعتماد إعلان الكويت للحد من مخاطر الكوارث، الذي يؤكد على الحاجة الملحة لتعزيز القدرة على الصمود في المنطقة العربية في مواجهة تزايد المخاطر الناجمة عن الكوارث. ويشدد الإعلان على أهمية تسريع تنفيذ إطار سنداي، وتعزيز الحوكمة في الحد من المخاطر، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية القادرة على الصمود، والاستفادة من العلوم والتكنولوجيا ووسائل الذكاء الاصطناعي وأنظمة الإنذار المبكر. كما يسلط الضوء على ضرورة تطوير وتحديث قواعد بيانات وإحصاءات شاملة للخسائر الناجمة عن الكوارث، وتحليل وتقييم تلك المخاطر لدعم متخذي القرار في وضع السياسات القائمة على الأدلة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو الإعلان إلى تعزيز التعاون الإقليمي، لا سيما في دعم الدول المتضررة من الأزمات، ويؤكد على أهمية تبني نهج شامل ومستدام يدمج الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص في جهود الحد من المخاطر وحماية المجتمعات.
كما نتج المنتدى عن اعتماد بيانات العمل التطوعي لمجموعات أصحاب المصلحة المعنيين بالحد من مخاطر الكوارث. وإلى جانب إعلان الكويت، تتوافق هذه الالتزامات مع خطة العمل ذات الأولوية للحد من مخاطر الكوارث (2025-2027) في المنطقة العربية، التي تحدد أولويات واستراتيجيات محددة لتحسين إدارة المخاطر على المستويات الإقليمية والوطنية.
أبرز محطات المنتدى
على مدار أربعة أيام، تضمن المنتدى مؤتمرين جانبيين و3 جلسات عامة و4 جلسات مواضيعية و6 جلسات خاصة، مما وفر مساحة للحوار رفيع المستوى حول تعزيز القدرة على الصمود في المنطقة العربية. كما احتضن المنتدى 18 فعالية جانبية ومؤتمرًا صحفيًا ومعرض متخصصًا، حيث تم استعراض حلول مبتكرة وتبادل أفضل الممارسات وتعزيز الالتزام بالحد من مخاطر الكوارث.
أقيمت فعاليتان مهمتان قبل الانطلاق الرسمي للمنتدى، تناول مؤتمر البنية التحتية القادرة على الصمود وتمويل الحد من مخاطر الكوارث أحد التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه المنطقة العربية والتي تتمثل في تعبئة الموارد المالية الكافية للمرونة في مواجهة الكوارث. في حين أكد منتدى أصحاب المصلحة المتعددين حول مبادرة نظم الإنذار المبكر للجميع للدول العربية على أهمية أنظمة الإنذار المبكر الشاملة التي تركز على الناس في جميع أنحاء المنطقة. في عالم تتزايد فيه الكوارث المرتبطة بالمناخ من حيث التكرار والشدة، فإن أنظمة الإنذار المبكر الفعالة يمكن أن تعني الفرق بين الحياة والموت.
وخلال الأيام الأربعة للمنتدى، شارك المشاركون في نقاشات حيوية خلال الجلسات العامة والمواضيعية والخاصة والجانبية. تناولت هذه الجلسات قضايا هامة مثل المرونة الحضرية، والتمويل القائم على تقييم المخاطر، والاستعداد للكوارث، وتعزيز الحوكمة لتحقيق التنمية المستدامة وغيرها.
تضمن المنتدى تقديم شبكة سانتياغو في المنطقة العربية من خلال جلسة مخصصة ركزت على تعزيز الجهود الرامية إلى تجنب الخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار السلبية لتغير المناخ والحد منها ومعالجتها. من خلال الجمع بين أصحاب المصلحة رفيعي المستوى والخبراء من المنطقة العربية وخارجها، وفرت هذه الجلسة منصة لمناقشة تشغيل شبكة سانتياغو ودورها في تقديم المساعدة الفنية للدول التي تواجه تحديات ناجمة عن المناخ، والرؤى حول فجوات القدرات، وفرص التعاون الإقليمي، وسبل تعزيز التآزر بين الحد من مخاطر الكوارث والعمل المناخي.
كما سلطت جلسة رفيعة المستوى لرؤساء البلديات الضوء على النهج المبتكرة لتعزيز المرونة الحضرية، مستعرضة أفضل الممارسات والدروس المستفادة من جميع أنحاء المنطقة العربية. وخلال جلسة حوار القادة العرب للحد من مخاطر الكوارث، والتي جمعت بين الجهات المانحة والحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإنسانية لمعالجة فجوات التمويل وتعزيز التمويل المستدام للحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية، استكشف المشاركون نماذج التمويل المبتكرة وتحديات التمويل الرئيسية واقتراحات الحلول، خاصة للدول المتضررة من الصراعات والهشة.
وكان من أبرز محطات المنتدى إطلاق نتائج تقرير التقييم الإقليمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث في الدول العربية، الذي يقدم تحليلاً شاملاً لمخاطر الكوارث في المنطقة العربية وتوصيات عملية لصنّاع القرار، مع تسليط الضوء على المخاطر النظامية الناجمة عن تغير المناخ والتوسع الحضري وندرة المياه والضعف الاجتماعي والاقتصادي. حيث يؤكد التقرير على الطبيعة المترابطة لهذه المخاطر ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الحوكمة، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، والاستثمار في تدابير بناء القدرة على الصمود.
وأبرز المنتدى أهمية دمج الحد من مخاطر الكوارث ضمن الأطر التنموية الأوسع، بما في ذلك التكيف مع تغير المناخ وأهداف التنمية المستدامة. كما ناقشت الجلسات التقدم المحرز في تنفيذ إطار سنداي، إلى جانب معالجة التحديات المستمرة مثل التوسع العمراني السريع، والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، وتأثيرات تغير المناخ.
الجلسة الختامية
اختتم المنتدى بجلسة رفيعة المستوى حيث تمّ عرض إعلان الكويت للحد من مخاطر الكوارث وشارك فيها كل من الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع ووزير الداخلية، الكويت، وكمال كيشور، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث؛ والسفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن الوطني لجامعة الدول العربية؛ واللواء طلال محمد الرومي رئيس قوة الاطفاء العام، الكويت.
وفي كلمته الختامية، أكد كمال كيشور على أهمية تبادل الدروس المستفادة وتعزيز العمل لمواجهة المخاطر على المستوى العالمي، مشيرًا إلى الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه المنطقة العربية في تحقيق أهداف الحد من مخاطر الكوارث. "انقلوا الممارسات الجيدة من هذه المنطقة وشاركوها مع العالم. لم يتبقَّ سوى خمس سنوات لتحقيق أهداف إطار سنداي، وإذا استطاعت هذه المنطقة تحقيق ذلك، فبإمكان العالم أن يحقق ذلك أيضًا."
وتعد نتائج المنتدى الإقليمي العربي السادس، بما في ذلك إعلان الكويت وخطة العمل العربية، بمثابة أسس لمناقشات المنتدى العالمي الثامن للحد من مخاطر الكوارث، المقرر انعقاده في جنيف في يونيو/حزيران 2025. وتشكل هذه الإنجازات قاعدة لجهود المنطقة المستمرة لتقليل المخاطر وحماية الأرواح وتعزيز التنمية المستدامة.