غزة بين جراحٍ تنزف وصمتٍ عربيٍّ يدوّي
بقلم: عادل عياش
في زمن اصبحت فيه صور المجاز تمر علئ شاشاتنأ كانها مشاهد عابره في فيلم طويل تنهش ارواحنا مشاهد اهل غزة. المحاصرين الذين يقتلون جوعأ قبل ان تفتك بهم القذائف وسط ركام البيوت وأصوات الأنين القادمة من تحت الأنقاض تقف غزة وحيدة في وجه أعنف ألوان العدوان تحاصرها الجوع ويحرقها القصف ويغتالها الخذلان أهل غزة لا يطلبون المستحيل فقط يطلبون الحياة بكرامة ولقمةً بلا إذلال وصوتًا يدافع عنهم لا يصمت أمام الجريمة
لكن أين نحن أين من كانت شعاراتهم عن "الأمة الواحدة" تُدوِّي في المنابر
ما الذي أصاب الشعوب العربية حتى أصبحت تتفرّج بصمت
لماذا صارت الأنظمة ترى المأساة وكأنها حدث عابر لا يستحق حتى الاستنكار
لقد أصبح الصمت العربي أقسى من الصواريخوهو صمتٌ يُشرعن الجريمة ويزيد من معاناة الأبرياء ويُرعب الضمير قبل أن يُرعب العدو في زمنٍ يفترض فيه أن تتوحد الأصوات نصرة للمظلوم توحدت فقط في خفوتها في خوفها وربما في تواطئها
أهل غزة لا يسألون العرب أن يحرّكوا الجيوش بل يسألون فقط أن تتحرك القلوب
أن تتحرّك الكلمة أن يتحرّك الإعلام أن تتحرّك الدعوة أن يتحرّك الواجب الإنساني والديني والأخلاقي
غزة ليست مجرد قضية سياسية إنها اختبار حقيقي لنبض أمتنا لقيمنا لإنسانيتنا
وما من شيء أشد من أن يُخفق هذا القلب الجماعي للأمة بينما غزة تصرخ في العراء.