في زمن الرخص والآنحطاط.. يبقى الوليدي..قامة وقيمة

في زمن الرخص والآنحطاط.. يبقى الوليدي..قامة وقيمة

(أبين الآن) كتب: أبوبڪر قشول

في زمن العتمة وتغييب الوعي والانحطاط الثقافي وانعدام الفكر، زمن ظهرت فيه أسماء لاعلاقة لها بالثقافة والفكر ممن يسمون أنفسهم كتابا وصحفيين وإعلاميين، بل أن منهم من يرأس مواقع ويصدر (قراطيس) مملوءة عبثا وتغييبا للوعي والعقول تسمى مجازاً  صُحفاً..!! 
أسماء اشتهرت ولمعت فقط لأنهم وجدوا في الحروب واستمرار معاناتنا وأزماتنا مادة دسمة يسترزقون من نشر اخبارها، وسلم يتسلقون به على الجماجم والدماء والألم والدموع..! 
في هذا الزمن الرديء يبرز قلما نظيفا وفكرا راقيا ومدرسة أدبية ثقافية وإنسانية اسمها: 
الأستاذ ناصر الوليدي (أبو زين).  هذا الرجل عالي الهمّـة واسع الثقافة والمدارك.. كتب في فنون شتى.. كتب في التأريخ وسير الأعلام، كتب الرواية.. بحث واهتم واجتهد وكتب في تأريخ منطقته ومناطق اخرى، والف المعاجم في لهجاتها وأشعارها وثقافاتها وقصص مسامراتها،وله مؤلفات قيّـمة.. 

لن أُسهب في الحديث عن الرجل، ولست أهلاً لهذا،.، ولكني سأكون هنا داعياً لمتابعة وقراءة كتاباته فهي خير شاهدٍ عليه..  
أقرأوا للوليدي ستجدون قلماً رائعاً وفكراً راقياً نظيفاً، وستصلون إلى حقيقة أن العقول الكبيرة فقط هي من تحمل الفكر وتحكّمـه، ولا تطرح إلا فكراً وعلماً نافعاً، وأن الوليدي كالنحلة لايأخذ إلا طيباً ولايُعطي إلا طيباً.. 
ومما زاده شرفاً ورفعة وبصيرة وفهماً أنه قرأ وتمحّص في تأريخ صراعات (الرفاق) وجولاتهم الدّامية وحصل على أدق التفاصيل، لكنه نأى بقلمه نأي الحصيف الواعي عن الخوض فيها والكتابة عنها والنبش فيما لايُفيد ولا يُغني_طالما ماضينا كحاضرنا كانت ولازالت الحماقة والتهور والتبعية والعصبية والمناطقية هي من تتسيد المشهد_ فاكتفى احيانا بسرد الجميل من الذكريات.، بعكس البعض ممن لايزال إلى اليوم لايُجيد إلا النبش في الحماقات، رغم ثقل اسمائهم ومراكزهم..!! 
..... 
الغريب والعحيب أن صحفيي الغفلة وأرباب ثقافة الحروب والأوجاع لم يتناولوا هذا (*الوليـدي الحُـر*)، ولم ينشروا له أو عنه حرفا..!! 
لا غرابة ولا عتب في هذا لثلاثة أسباب _كما أظن _ 
أولا:  أنهم لايقرأون إلا مايناسب حجم عقولهم، وإذا قرأوا لايفهمون،، ولاينشرون إلا غثاً يسترزقون منه..!! 
ثانيا: أن الوليدي رسم لنفسه نهجا أنظف وأرقى ونأى بقلمه وأفكاره عن التفاهات والإبتذال والرُخص،، فأعزه الله عزّ وجلّ. 
ثالثا: لأنه لايتزلف وهم يتزلفون. 

لك المعـالي استـاذنا الفاضـل ، 
وزادك الله علمـا وإدراكا  ، 
   وأناقـةً ونُبــــــــلا. 

أبوبڪر قشول