رحلتي إلى مديرية شحن بعد انقطاع دام عدة سنوات ...

بقلم / جمال سليمان الوليدي 

اتصل بي صديقي وأخي العقيد الخضر محمد علي الوليدي ... الوه جمال .. فين أنت ...

هلا أبو طارق . أنا موجود في البيت ...

جهز نفسك بعبر عليك بعد الغداء نريد الذهاب إلى مديرية شحن والعودة بإذن الله يوم غداً ...

أجبته مباشرة "تم" سوف أكون جاهز على الموعد ..

سمع المكالمة ولدي علي جمال وأصر يرافقنا في رحلتنا وشرح لي عدة مبررات منها أنه لم يخرج من مدينة الغيضة ولا يعرف الصحراء ولا يعرف المديريات الواقعة شرقي شمال العاصمة  

انطلقنا الساعة الثانية بعد الظهر من مدينة الغيضة متجهين إلى مديرية شحن التي تبعد حوالي 249 كيلومتر عن عاصمة المحافظة .. مع بدء انطلاق الرحلة اجاني شعور بأن الرحلة سوف تكون ممتعه لعدة أسباب السبب الأول لكونها برفقة أخ وصديق قريب إلى القلب وهو الخضر الوليدي .. بدأنا القات على كلمات الشاعر صالح نصيب بصوت الراحل فيصل علوي ... صحيح أنك جميل حالي جمالك وفاتن .. وأنّ مثلك قليل يحوز هذي المحاسن

أنت من جيدك صنع جيد الغزال .. أنت من لحنك ترانيم الهزاز .. 

والمها عيناه من بعض عينيك .. 

مادام ربي كساك هاذي الصفـات الجميلة .. وفضلك عن سـواك أرعى لربي جميله ..

ارعاه في العاشقين اللي سحرهم جمالك .. وإلا مع الصابرين إللي مناهم وصالك .. أرحم قلوباً ذوبتها مقلتيك ..

مرننا في بداية الطريق بسلاسل جبلية أشهرها جبال تنهالة التي لها ذكرى جميلة منذ ما يقارب ثلاثة عقود قبل أن تقوم شركة الصريمة بإنشاء الخط الدولي الرابط بين سلطنة عمان واليمن 

اجتزنا السلسلة الجبلية ودخلنا على منطقة الدرو ذات المساحة الواسعة والمستوية وهذه المنطقة معروف عنها تكون في فصل الشتاء شديدة البرودة .. بعد منطقة الدرو دخلنا على بعض الأودية التي تكسيها الاعشاب وكان الطقس جميل ورائع والغيوم ملبدة وتوجد أمطار على شمالنا باتجاه مديرية مرعيت حتى أن حبات المطر نزلت على زجاج السيارة ونحن نمشي بسرعة لا تقل عن المئة .. 

وصلنا إلى مديرية حات التي اذلهني التطور العمراني في هذه المديرية لأنها كانت عبارة عن ثلاثة أو أربعة مباني شعبية فقط لأن أهل هذه المنطقة بدو رحل ينقلون خيامهم إلى المناطق التي ينزل عليها المطر ضمن الجغرافيا التابعة للمنطقة وللأمانة أهل هذه المنطقة يمتازون بالاخلاق الحميدة والكرم وقد عشنا معهم سنوات طويلة لم نجد منهم إلا الوفاء والحب والكرم والاحترام المتبادل 

بعد مديرية حات وصلنا إلى مديرية شحن تقريباً الساعة السابعة مساءً رأيت التطور الكبير في هذه المدينة وقلت للأخ الخضر الوليدي على فكرة شحن اتغيرت 80° اجابني لو اجيت قبل سنة سوف تلاحظ التغييرات الحقيقية وسوف تلاحظ ازدحام البشر ومعارض السيارات والفنادق لأنه بعد فتح ميناء الحديدة كثير من المحلات أغفلت أبوابها ورحلوا ..

عند وصولي إلى مدينة شحن أجريت اتصال بالاخ العزيز العقيد عوض علي العود أخبرته أننا في شحن لم يصدق نفسه وهرع إلينا هو والاخ العقيد عبده شوعي الجعفري. رحبوا بنا أجمل ترحيب رأينا البهجة والسرور على وجوههم وهذا يدل على اصالتهم وعلى عمق العلاقة التي تربطنا بهم . اجبرونا أن نتجه إلى المطعم لتناول وجبة العشاء بعد ذلك واصلنا التخزينة معهم إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في وجود الأخ العزيز العقيد أحمد حباج تبادلنا معهم الأحاديث الودية الأخوية التي انستنا تعب الطريق 

بعد ذلك اتجهنا إلى الفندق للمبات فيه رغم إصرارهم على أننا ننام عندهم ولكنا اصرينا على الذهاب على أمل اللقاء يوم غداً بإذن الله . اليوم الثاني ذهبنا زيارة إلى الأخ العزيز العقيد محمد عمر شيدق الذي استقبلنا بحرارة وكانت البهجة والسرور واضحة على ملامحه و رغم أنه مرهق بسبب ضغط العمل إلا أنه حاول بكل الطرق أن نبقى عنده لكننا اعتذرنا له واخبرناه أننا مسافرين إلى الغيضة .. 

مع خروجنا من عند الأخ محمد عمر شيدق رن الجوال مرتين اتصال من الأخ عوض علي واتصال آخر من الأخ عبده شوعي يسألون أين أنتم . رددت عليهم نحن في طريقنا إليكم وصلنا واستضافونا على وجبة الغداء وكانوا كرما كعادتهم ..

حقيقة بملء الفم اشكرهم على حسن الاستقبال وعلى كرم الضيافة وعلى مشاعرهم الجياشة .

بعد تناول وجبة الغداء تحركنا مباشرة وكان في القلب غصة على فراق الثنائي الرائع والاصيل عوض وأبو كمال ...

وصلنا إلى مديرية حات وكانت النية أن نمر على الأخ العزيز العقيد محمد جعبل شائع ونجلس عنده حتى يبرد الجو ، كانت الجلسة مع الأخ الجعبلي وعبد الجليل وباقيس ممتعة تخللتها بعض الحكايات الطريفة أهمها حكاية أخونا الجعبلي مع باص النقل الجماعي ..

مكثنا عند الأخ أبو طارق إلى بعد صلاة العصر ومن ثم تحركنا إلى الغيضة. وكانت هذه نبذه مختصر عن الرحلة. أعتذر من بعض الاخوه الذين التقيناهم ولم نذكر أسمائهم وهم للأمانة كثر لا يتسع المجال لذكرهم ،،،

دمتم بخير