المعلم وبساط الريح.. بين الواقع والحلول الوهمية

في كل مرة يرفع المعلمون أصواتهم مطالبين بحقوقهم، تخرج علينا الحلول الحكومية  بالكلمات والوعود، لكنها لا تلامس أرض الواقع أبدًا.

المعلم، هذا الجندي المجهول في معركة بناء العقول، يجد نفسه كل عام في مواجهة جديدة مع نفس المشكلة: رواتب لا تكفي لسد احتياجاته، بيئة عمل تزداد صعوبة، ووعود تتكرر دون تنفيذ. ومع كل إضراب، يطل علينا المسؤولون بخطابات تهدئة  لكنها سرعان ما تتبخر. 

الإضرابات، على الرغم من كونها وسيلة غير مريحة، هي وسيلة تعبير عن الاحتجاج على هذه المشكلات ويأمل المعلمون من خلالها في تحسين ظروف العمل والتعليم. 
والحكومة تكتفي في كثير من الأحيان بتقديم مسكنات مؤقتة،  ووعود بتحسين الظروف التعليمية، لكنها تتجنب معالجة المشكلة من جذورها. كان اخرها توزيع مفارش ( قطيفه) كأنها تضع المعلم على هذا البساط  "بساط الريح"، تطوف به بين الاجتماعات والتصريحات، لكنه في النهاية يعود لنفس النقطة، بلا تقدم حقيقي.ولا حلول جذريه. 

اخيرا.. 
إن إصلاح وضع المعلم ليس ترفًا، بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على مواجهة المستقبل. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر حلول حقيقية ومستدامة، تبدأ باحترام  دوره، وتقديره ماديًا ومعنويًا، بدلًا من الاكتفاء برحلات الوعود التي لا تصل إلى أي وجهة حقيقية.

ولم يتبقى الا القليل من انتهاء العام الدراسي (الموقف) وايام قليله سيطل علينا شهر رمضان  في ظل الارتفاع الجنوني لاسعار السلع الغذائيه وتهاوي قيمه الريال اليمني امام العملات الاجنبيه.. فهل يعي المسؤولين ماذا سيكون حال المعلم  كغيره من الموظفين المسؤولين على اسر واطفال والتزامات حياتيه.؟؟؟!!
ام حياة الترف والرغد قد غطت على عيونهم ومسامعهم وجعلتهم لا يرون ذلك...!!؟؟؟
فليس المعلم وحده المتضرر فنحن ايضا اولياء الامور متضررين من حال ابنائنا الطلاب لما وصل اليه حال التعليم والمعلم في وطني..