صحة أبين بين الجهود والجحود

بقلم  / أنيس علوة

مع انتشار مرض الكوليرا هذه الأيام في بعض مديريات ابين ورغم الجهود التي تبذل وفق الإمكانات المتاحة من مكتب الصحة بأبين وفروعه في المديريات بفتح عدد من مراكز العزل الصحي في المدن التي تتزايد فيها حالات الاشتباه والإصابة بالكوليرا وتقديم الإسعافات الأولية والعلاجات وفق المتاح نرى أن هناك من يتحامل ويسن قلمه تجاه مكتب الصحة أبين  وكأن الكوليرا لم تظهر إلا في مديريات ابين فقط دون سواها من محافظات ومديريات الوطن عموماّ
كواقع ملموس وملحوظ نشهده نرى أن اعتماد مكاتب الصحةفي المحافظات والمشافي الحكومية اصبح اعتماد شبه كلي على المنظمات الدولية والانسانية وما تقدمه لها من مستلزمات طبية وعلاجية بين فينة وأخرى بعد أن عجزت الدولة في الإيفاء بالتزاماتها ودعمها للمجال الصحي وغيرها من المجالات بسبب الحرب والوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به البلد

مع ظهور حالات الكوليرا وتزايدها في بعض مديريات أبين استطاع مكتب الصحةبأبين بقيادة الدكتور صالح الثرم بعد متابعة حثيثة مع وزارة الصحة العامة والسكان من إنشاء أربعة مراكز للعزل والحجر الصحي لمرضى الكوليرا في المناطق الأشد  وباءً وإصابة  بالكوليرا واستطاعت تلك المراكز تقديم خدمات اسعافية و علاجية  للمئات من الحالات المشتبة والمصابة بالكوليرا في مدن ابين وقراها المترامية ومع تزايد حالات الاشتباه والإصابة نتيجة قلة الوعي صار هناك ضعط على تلك المراكز  مما اضطر بعضها إلى تحويل حالات إلى مشافي عدن نتيجة ذلك الضغط ونفاد المحاليل الوريدية والعلاجية للكوليرا

كما يقال يد واحدة لا تصفق وتحميل مكتب الصحة بأبين مسؤولية تفشي الكوليرا في ظل غياب دعم السلطة المحلية بالمحافظة وعدم التعاون واللامبالاة من المجتمع ومكاتب وجهات حكومية معنية فيه اجحاف تجاه الكوادر الصحية التي تبذل قصارى جهودها لتقديم ما تستطيع للمصابين والمشتبهين بالكوليرا
مكتب الصحةبأبين وبدعم من بعض المنظمات المانحة قبل ظهور الكوليرا أقام حملات توعوية عن الكوليرا وأهمية النظافة  استمرت لأشهر جابت فرق التوعية فيها قرى ومدن  بعض مديريات ابين 

كما كان لمكتب الإعلام أبين بقيادة د/ياسر باعزب دور فاعل في نشر التوعية الصحية عن مرض الكوليرا وأهمية النظافة  عبر الصحف ومواقع التواصل ومع كل ونتيجة اللامبالاة من المواطن والمجتمع شاهدنا ازدياد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا في أبين 

مكتب الصحة بأبين وكوادره ومنتسبوه ليس بمقدورهم أن يذهبوا إلى كل مواطن وكل بيت ليلزموا هذا المواطن بضرورة غسل يديه بالماء والصابون في الأوقات الحرجة لغسل اليدين أوأن يمنعوه من تناولوا وشرب أطعمة ومياه ملوثة بالكوليرا

درهم وقاية خير من قنطار علاج كما قيل وإذا لم يكن هناك وعي مجتمعي ويدرك المواطن أن نظافته الشخصية ونظافة بيته وشارعه ومدينته  ستقيه أمراض وأولئة  كثيرة ومتنوعة وليس الكوليرا فقط فسيصبح المواطن والمجتمع عرضة للأوبئة والأمراض لا قدر الله