"قم للمعلم ووفيه التبجيلا ".. رفقًا بمعلمي الأجيال وحاملي الرسالة

إن المعلم في بلادنا هو ذلك الشخص الذي كرس حياته من أجل بناء أجيال المستقبل وتوجيههم نحو العلم والمعرفة، وهو بمثابة الرافعة التي تدعم المجتمع وتساهم في تقدمه وازدهاره لكن اليوم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الوطن، أصبح المعلم في وضع لا يحسد عليه، يعاني مع أسرته من صعوبة تأمين لقمة العيش في ظل تدهور قيمة راتبه وارتفاع الأسعار الجنوني الذي يعصف بالبلاد.

المعلم الذي كان في يوم من الأيام رمزا للعلم والعطاء، أصبح اليوم عاجزًا عن توفير احتياجات أسرته الأساسية، ويجد نفسه في معركة يومية لتلبية أبسط متطلبات الحياة بينما كان يحمل على عاتقه مسؤولية تعليم الأجيال وتوجيههم، أصبح اليوم يواجه تحديات أكبر من ذلك في حياته الخاصة. 

كيف للمعلم الذي يقدم أفضل ما لديه من علم وجهد أن يعيش في معاناة مستمرة؟ كيف يمكن له أن يعطي ويعلم وهو يواجه ظروفًا صعبة وعجزًا ماديًا كبيرًا؟ إن هذا الواقع المؤلم يتطلب منا جميعًا أن نرفع أصواتنا ونطالب بحقوق المعلمين الذين يستحقون منا الدعم والاحترام. 

لقد كان المعلم على مر العصور أساس بناء المجتمعات وأداة تغييرها نحو الأفضل، واليوم حان الوقت لكي نقدم له الدعم والمساندة التي يحتاجها يجب على الجميع، من مسؤولين ومؤسسات وأفراد، أن يكونوا عونًا للمعلم في هذا الوقت العصيب.

المعلم يحتاج اليوم إلى رعاية خاصة، ليس فقط من جانب الدولة ولكن من جميع أفراد المجتمع. يجب أن نرفع من قيمة المعلم في نظر الجميع، وأن نقدم له الدعم الذي يتناسب مع المكانة الرفيعة التي يستحقها ما يقدمه المعلم لا يُقاس بمقابل مادي، ولكنه يحتاج إلى تقدير معنوي وواقعي من الجميع، بدءًا من مؤسسات التعليم الحكومية، وصولاً إلى رجال الأعمال والهيئات الخيرية.