" جهل الجاهل "..

بقلم: د. عبد الكريم الوزان.*

من الحكم والأقوال العربية "أعظم مصائب الجهل أن يجهل الجاهل جهله ".
إن إمعان الجاهل بأفعاله مصيبة، وإنْ جهل جهله فالمصيبة أعظم. فقد يرتكب الانسان خطأ أو مخالفة  لكونه يجهل ما أتى به، ويظن أنه صائب، وهنا يكون فاقدا للإدراك والإرادة والقصد. وإنْ حاولت إفهامه الصواب تأخذه العزة بالإثم، والإعراض عنه أصوب "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"*
 وفي ذلك يقول سيد البلغاء الإمام علي كرم الله وجهه "لا تجادل الجاهل كي لا يغلبك في جهله".
أما الإمام الشافعي رحمه الله فقد قال: " لو جادلني ألف عالم لغلبتهم ولو جادلني جاهل واحد لغلبني".
ومن صفات عباد الرحمن في القرءان "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".
بيد أن الأنكى من ذلك حينما يكون المعني قائدا أو وليا أو متحكما بشؤون العباد، وفي هذه الحالةً ستكون الخسائر كبيرة وشاملة والنتائج وخيمة،  مما يحتم الإختيار الدقيق لولاة الأمر والرعاة  في مختلف القضايا والميادين والاتجاهات.
لقد من الله على البشر بالعقل والحكمة والبصيرة دون سائر المخلوقات، وهذه من النعم التي قد ينساها أو يتناساها البعض.
أخيرا أعجبني قول الفيلسوف النمساوي كارل بوبر:"الجهل الحقيقي ليس في غياب المعرفة، بل في رفض إكتسابها".!!

*الأعراف ١٩٩.

*كاتب عراقي