سياسة صبه رده
المحظوظ في هذا الوطن هو من يوفقه الله لمنصب فيه دولارات وريالات سعودي وفيه مصاريف البيت من الريالات اليمنية الكبيرة حق صنعاء وإلا من النحيفة حق عدن، أتعلمون لماذا يكون المسؤول اليمني محظوظًا؟ لأنه سيظل في دائرة المسؤولية مدى الحياة فقط سيتنقل من منصب لآخر حتى يحفظ الشعب صورته كما تحفظ جماهير كرة القدم صورة رونالدو وميسي، أو كما يحفظون صور مشاهير الفن كمايكل جاكسون وعلي عنبة.
مسؤولونا منذ عرفناهم وهم صبه رده، فوزير التربية ينتقل إلى وزير التعليم العالي، والعالي للتربية والنفط للثروة السمكية والسمكية للنفط، أما رؤساء المؤسسات وكأنهم مربتين ببلوت حق إطارات قاطرة، والذي مش مصدقني يشوف المؤسسات الحكومية ويشوف كم لرؤسائها وهم يديرونها، ولا واحد فكر يغيرهم.
في هذا البلد ابن المسؤول لابد أن يكون مسؤولًا ولا يمكن أن نجد مسؤولًا في هذا البلد وابنه مش مسؤول، وبعدما يمسك المسؤولية خلاص ولا واحد يقدر ينتزع منه المسؤولية، ولهذا يستخدمون معهم سياسة صبه رده، فيغيرونه من وزير إلى سفير ومن سفير إلى وزير، ومن ملحق في دولة فقيرة إلى ملحق في دولة يأكل فيها الشهد.
في هذا البلد المسؤول الوحيد الذي لا يستطيعون أن يمارسوا معه سياسة صبه رده هو الرئيس، فلا يمكن للرئيس أن يقبل أن يجلس على كرسي الوزير، لهذا يستخدمون معه سياسة جزوا رأسه، وبهذا ينتهي أمره، أو يفتهم له ويغادر السلطة والبلاد، وكفى الله المؤمنين القتال.
بالصراحة المسؤول الذي أقل من درجة رئيس جمهورية يعتبر محظوظًا في هذا البلد، لأنه يندرج تحت سياسة صبه رده، ولا يدخل تحت سياسة جزوا رأسه، أو أن يفتهم له ويغادر السلطة والبلاد.