إلى جنات الخلد .. يا أبا يوسف

إلى جنات الخلد .. يا أبا يوسف

سيئون (أبين الآن) جمعان دويل

بسم الله الرحمن الرحيم 

{ كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰاعُ ٱلْغُرُورِ }.

 تعجز الكلمات أن تكتب كم هو صعب الفراق في أخ عزيز لم تلده أمي وصديق وفي؛ إنه الفقيد المحامي القدير / أحمد سالم أحمد عبدالقادر هبيص ( أبا يوسف ) ، رحمه الله، رحمة الأبرار واسكنه الجنة، دار القرار. 

كم كانت الفاجعة عندما يرحل الرجل الأصيل والفارس النبيل يكون المصاب جللاً والفاجعة أعظم، لقد تلقيت هاتفاً يخبرني بتسريب خبر وفاته في جمهورية مصر فانهارت قواي ولم اتمالك نفسي وسبقتني الدموع التي انهالت على خديّ بغزارة من هول الفاجعة، برغم إيماني؛ إن الموت حق ولا مفر منه، فتمالكت نفسي وذهبت إلى بيته فأجدهم يستقبلون العزاء والمواساة، حينها أدركت إني فقدت خيرة الرجال الأوفياء وصاحب القلب الكبير والبار في والديه ومربيا صالحا لأبنائه ومحبا لأسرته وارحامه وأقربائه ومحبا للخير وفعل الخير وقريبا من أصدقائه.

لقد كان الفقيد: أبو يوسف عاش حياة الكد والتعب والتعليم والمثابر، حتى اكمل تعليمه بكلية الحقوق بجامعة عدن وحقق النجاح المشهود وستبقى بصماته تذكر بمآثره القانونية الرفيعة، حيث كان طودا شامخا للذود عن العدل ومدافعا صلبا عن الحقوق والحريات وكان علما من أعلام القانون والمحاماة في حضرموت، خاصةً.

إن رسائل التعازي والنعي وتلك الدموع التي انهارت من أقاربك واصدقائك انبعثت من قلوب محبة لك لفقدانهم عزيز وغالي عليهم وما الحشود الكبيرة التي أتت تقدم واجب العزاء ورافقت جنازتك، بعد عودتك، جثة هامدة، من مصر إلى مسقط رأسك مدينة سيئون والحشود التي امتلأ صحن مسجد طه بن عمر بمدينة سيئون للصلاة على روحك الطاهرة ورافقت جنازتك، بعد الصلاة إلى مقبرة حسن-شمال حديقة سيئون، من القضاة والمحامين وموظفي السلك القضائي ومن الأهل والاقارب ومن مختلف شرائح المجتمع و من مختلف مدن وقرى وارياف وسهول وادي وساحل حضرموت .. إلا دليل قاطع على محبة الناس لك، أخي وصديقي: أبا يوسف .

ستظل ابتسامتك التي عهدناها، صورةً لم و لن ننساها، وسيكون مرضك الذى عانيت منه هو طهرك لدخولك الجنة، إن شاء الله .. فالله يرحمك، يا أخي وصديقي ويجعل قبرك روضةً من رياض الجنة.

عزائي إلى أبنائي، أبناء الفقيد المحامي: يوسف واخوانه وأفراد أسرتهم الكريمة واخوانه وكافة أقاربه وأصدقائه ونحن أمام هذا المصاب الجلل أن نرفع أيادي التضرع للمولى تبارك وتعالى؛ سائلا إياه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته و أن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.

 ولا يسعني إلا أن أقول لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء بقدر، إنا لله وإنا إليه راجعون.