التوثيق بين الشفافية وانتهاك كرامة المحتاج أين نرسم الخط الفاصل؟ 

في ظل انتشار العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، أصبح التوثيق والتصوير لعمليات توزيع المساعدات ممارسة شائعة، يرى البعض أن ذلك ضروري لتعزيز الشفافية وتحفيز المتبرعين، بينما يعتبره آخرون انتهاكًا لكرامة المحتاجين واستغلالًا لوضعهم، فكيف نوازن بين الشفافية واحترام كرامة الإنسان؟ وأين نرسم الخط الفاصل بين التوثيق الضروري والإهانة غير المقبولة؟

تلعب عملية التوثيق دورًا مهمًا في العمل الخيري، حيث تسهم في تحقيق عدة أهداف، تعزيز الشفافية إذ يساعد التوثيق على ضمان وصول التبرعات لمستحقيها، مما يعزز ثقة المتبرعين في المؤسسات الخيرية، وتحفيز المانحين، توثيق توزيع المساعدات يعزز من رغبة المحسنين في التبرع، حيث يرون أثر مساهماتهم بشكل مباشر.

التخطيط والتقييم توفر الصور والتقارير الموثقة قاعدة بيانات تسهم في تحسين عمليات الإغاثة والتوزيع المستقبلية.

رغم أهمية التوثيق، فإنه قد يتحول إلى شكل من أشكال الإذلال إذا لم يُراعَ فيه احترام المحتاجين، ويمكن أن يتمثل هذا الانتهاك في:

1- إظهار الوجوه بوضوح دون إذن، مما قد يشعر بعض المستفيدين بالإحراج أو الحرج عند تصويرهم أثناء تلقي المساعدة.

2- استخدام الصور لأغراض تسويقية بحتة بعض الجهات قد تستغل صور المحتاجين لجذب التبرعات دون مراعاة لمشاعرهم.

3- فرض التصوير كشرط للحصول على المساعدة هذا قد يشكل نوعًا من الاستغلال غير الأخلاقي لحاجة الفقراء.

كيف نوازن بين التوثيق والاحترام؟

لتحقيق التوازن بين الشفافية واحترام كرامة المحتاجين، يمكن اتباع هذه الضوابط:

1- طلب الإذن قبل التصوير إذ يجب احترام رغبة الأفراد فيما إذا كانوا يريدون الظهور في الصور أم لا.

2- إخفاء ملامح الوجوه، يمكن تصوير المشاهد العامة دون التركيز على هويات الأشخاص.

3- التركيز على المساعدات نفسها، يمكن توثيق المساعدات أثناء التوزيع دون الحاجة إلى تصوير المستفيدين بشكل مباشر.

4- استخدام التوثيق بوعي وأخلاقية ينبغي أن يكون الغرض من التوثيق هو تعزيز العمل الخيري، وليس استغلال المحتاجين.

وفي الأخير التوثيق في العمل الخيري ضرورة، لكنه يجب أن يتم بحكمة وأخلاقية، احترام كرامة المحتاجين هو مبدأ أساسي لا يجب أن يُهمل تحت أي ظرف، فإذا كان الهدف هو مساعدة الفقراء، فيجب أن يتم ذلك دون أن يشعروا بأنهم وسيلة للدعاية أو أداة لجلب التبرعات، المسؤولية تقع على المؤسسات الخيرية والمتبرعين لضمان أن يكون التوثيق وسيلة لتعزيز الخير، لا لإذلال من هم في أمسّ الحاجة إليه.

ودمتم سالمين