نفحات رمضانية في رحاب مائدة الإفطار

في شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، تتجلى أسمى معاني الكرم والعطاء في صورة تفطير الصائمين. إنها ليست مجرد وجبة طعام؛ بل هي مائدة تفيض بالبركات، وتتوشح بنور الإيمان، وتتزين بألوان المحبة والإخاء.

رب الأسرة، ساهرا على راحة أهله، حريصا على إدخال السرور إلى قلوبهم، يجد في تفطيرهم فرصة سانحة لنيل الأجر العظيم. إنه كالبستاني الذي يسقي زرعه بماء الإيمان، فيثمر خيرا وبركة.

وربة المنزل، بلمساتها الحانية، وإعدادها الشهي، ترسم لوحة فنية رائعة على مائدة الإفطار. إنها كالنحلة التي تجني رحيق العمل الصالح، لتقدمه عسلا سائغا لأفراد أسرتها.

وتتوسع دائرة الخير لتشمل الفقراء والمساكين وعابري السبيل، أولئك الذين أنهكهم الصيام، وأضناهم الجوع، فيجدون في مائدة الإفطار ملاذا آمنا، وبلسما شافيا.

إنها ليست مجرد وجبة عابرة؛ بل هي لحظة تلاحم وتآزر، تذيب الفوارق، وتقرب القلوب، وتجسد أسمى معاني التكافل الاجتماعي.

إن تفطير الصائمين ليس مجرد عمل عابر؛ بل هو عمل جليل، يرفع صاحبه إلى أعلى عليين، ويجعله في معية الأنبياء والصديقين. إنه كالبذرة الطيبة التي تزرع في أرض خصبة، فتنمو وتكبر، وتؤتي أكلها في كل حين.

فلنجعل شهر رمضان فرصة للتنافس في فعل الخيرات، والتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه، ولنجعل من مائدة الإفطار مائدة إيمان، تفيض بالبركات، وتنشر المحبة والإخاء في كل مكان.

وفق الله جميع المسلمين لكل خير. 

ودمتم سالمين.