المتهبشون سبب رئيسي لمغادرة المستثمرين من تعز

منذ اندلاع الحرب في اليمن، أصبحت مدينة تعز واحدة من أكثر المدن تأثراً بالانفلات الأمني، والضعف القضائي، والفشل الإداري، حيث تعاني المدينة من تواجد الجماعات المسلحة التي تقوم بعمليات النهب والسلب والابتزاز والغصب والتهديد، مما يؤثر بشكل كبير على حياة وممتلكات المواطنين والتجار والمستثمرين والمغتربين.

ونتيجة لتضاعف عمليات النهب والسلب، والابتزاز، والاستغلال، والتهديد، والمضايقات، والاعتداءات على المستثمرين، وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على حمايتهم وضمان سلامة ممتلكاتهم، وضعف الأجهزة القضائية ورضوخها في بعض الأحيان لتهديد المجاميع المسلحة، وتأخرها في البت في القضايا المنظورة في محاكمها، وغياب سيادة القانون، واجه الكثير من المستثمرين صعوبة كبيرة في حماية ممتلكاتهم واستثماراتهم من الاعتداءات المتكررة من قبل العناصر الخارجة عن النظام والقانون التي تسعى للاستفادة من الفوضى السياسية والأمنية التى تمر بها المدينة وتتخذ منها بيئة خصبة لممارساتها السلبية، مما جعل الكثير منهم يفضلون توقيف أعمالهم ويغادرون المدينة.

إن مدينة تعز تواجه تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على استقرار المستثمرين وتدفق الاستثمارات إليها وابرز هذه التحديات ظاهرة المتهبشين الناتجة عن فشل السلطة المحلية والانفلات الأمني وضعف الأجهزة القضائية، وهو ما يتطلب تدخل القيادة العليا للدولة للعمل على تحسين الوضع الأمني والقضائي والاداري بالمحافظة، وخلق بيئة آمنة للمستثمرين، وتعزيز سيادة القانون وفرض الرقابة الصارمة على أي محاولات للنهب والابتزاز، وتكثيف الإجراءات القانونية وتشديد العقوبات الجزائية على هؤلاء المتهبشين الذين يساهمون في تشويه سمعة المدينة وإعاقة نموها الاقتصادي، ما لم فلا يمكن للاقتصاد المحلي أن يزدهر في غياب البيئة الآمنة والمستقرة.

ولذلك يجب أن تكون هناك جهود حكومية حقيقية ومساندة مجتمعية فعَّالة للقضاء على ظاهرة المتهبشين وإعادة الثقة في النظام الأمني والقضائي لجذب الاستثمارات وضمان استدامتها في المستقبل.