الغاز المنزلي في عدن: معركة يومية للحصول على أسطوانة في رمضان

(أبين الآن) تقرير | جلال الصمدي
مع حلول شهر رمضان المبارك،حيث تتجدد آمال المسلمين في كافة أنحاء العالم بالعبادة والرحمة والتقوى،يعاني سكان مدينة عدن من أزمة غاز خانقة أثرت بشكل كبير على حياتهم اليومية. أزمة الغاز التي تفاقمت بشكل ملحوظ في هذه الفترة،زادت من صعوبة الوضع المعيشي لأهالي المدينة، خاصة مع ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات، مما شكل عبئاً إضافياً على الأسر التي كانت تأمل في قضاء شهر رمضان في أجواء هادئة ومستقرة.تعتبر مدينة عدن جنوبي اليمن، واحدة من أكثر المدن تضررًا من الأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات. ومع دخول شهر رمضان، حيث تزداد الحاجة للغاز للطهي وتحضير وجبات الإفطار والسحور، فإن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا.
•تفاصيل الأزمة:-
في كل رمضان يزداد استخدام الغاز المنزلي بشكل كبير في عدن بسبب إعداد الطعام وتوفير الوجبات للمحتاجين لكن هذا العام تفاقمت الأزمة بشكل ملحوظ، حيث لم تعد أسطوانات الغاز متوفرة كما في السنوات السابقة. تجد المواطنين يتكدسون في طوابير طويلة أمام محطات الغاز التي تغلق أبوابها بعد ساعات قليلة بسبب نفاد الإمدادات. كما أن الارتفاع الكبير في الأسعار يعمق من معاناة الأسر التي تجد صعوبة في تأمين احتياجاتها الأساسية.
منذ بداية شهر رمضان، أصبحت مشاهد الطوابير الطويلة أمام محطات الغاز هي السمة الأكثر وضوحًا في شوارع العاصمة عدن ففي بعض الأحيان، ينتظر المواطنون لساعات طويلة في ظل حرارة الصيف الشديدة، فقط لكي يحصلوا على أسطوانة واحدة، بينما ترتفع الأسعار بشكل كبير نتيجة للطلب المتزايد على الغاز.
•اختفاء الغاز المنزلي فاقم معاناة سكان العاصمة عدن والمحافظات المجاورة:-
يعود اختفاء الغاز المنزلي في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة إلى العديد من العوامل المعقدة التي تتراوح بين انقطاع الإمدادات، والتحديات اللوجستية، وقلة الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى زيادة الطلب على هذه المادة الحيوية في شهر رمضان. ومع هذه الأزمة، يجد العديد من الأسر في عدن أنفسهم أمام تحدٍّ يومي مع محاولة توفير أسطوانة غاز لتحضير وجبات الإفطار والسحور، ما يعرضهم للإجهاد الشديد. حيث تعتبر أسطوانات الغاز من الوسائل الأساسية لطهي الطعام في عدن، وبالنسبة للكثير من العائلات، فإن توفر الغاز يمثل أولوية أساسية ضمن قائمة احتياجاتهم اليومية. لكن مع استمرار انقطاع الغاز في العديد من الأحياء والمناطق، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا. ويستيقظ السكان في ساعات مبكرة من اليوم، متجهين إلى محطات الغاز، في محاولة للحصول على حصتهم من هذه السلعة الضرورية.
•من المسؤول؟:-
يتساءل الكثير من سكان العاصمة عدن عن المسؤول عن هذه الأزمة. هل هي السلطات المحلية أم الحكومة؟ أم أن الوضع يعود إلى الجهات المعنية بشركات الغاز؟ بغض النظر عن السبب الرئيس، إلا أن الأمر الواضح هو أن التحديات الاقتصادية والأمنية تؤثر بشكل مباشر على توفير الغاز للمواطنين. وأزمة الغاز في عدن ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي انعكاس للوضع الصعب الذي يعيشه المواطنون في ظل حرب طويلة الأمد. ومع كل أزمة، يتطلب الأمر تعاونًا بين الحكومة والمواطنين للوصول إلى حلول فعالة. في الوقت الذي تتحمل فيه الأسر العبء الأكبر من الأزمة، لا بد من أن تتحرك السلطات لتوفير الإمدادات اللازمة، مع محاسبة المتسببين في زيادة الأسعار واحتكار السلع. إن الحلول موجودة، ولكن الإرادة السياسية والرقابة الحازمة هي ما سيساعد في تجاوز هذه الأزمة
•إجراءات حكومية في التعامل مع أزمة الغاز التي تضرب عدن وما جاورها من المحافظات:-
استمرارية أزمة الغاز في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة يثير تساؤلات كثيرة حول أسبابه ودور السلطات المحلية والحكومية في التعامل مع هذه المشكلة.إجراءات كثيرة اتخذتها السلطات المحلية والحكومية في مواجهة أزمة الغاز المنزلي ومن أبرزها زيادة كميات الغاز لمحافظتي عدن وتعز وهذا الإجراء عمل على سد بعض احتياجات السكان منه ولكنه لم يفي بالغرض. كما تم فرض عقوبات صارمة ضد المحطات التي تبيع الغاز بأسعار غير قانونية، وضد أي من أصحاب المحلات الذين يتاجرون بأسطوانات الغاز بشكل غير مشروع. وتهدف هذه الإجراءات إلى ضمان أن المواطنين يحصلون على الغاز بسعر عادل ومنصف.
وختاماً تظل أزمة الغاز في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها السكان في هذا الشهر الفضيل إذ يتحول الحصول على أسطوانة غاز إلى معركة يومية ومهمة شبه مستحيلة للعديد من الأسر في الوقت الذي تحتاج فيه الأسر إلى الاستمتاع بأجواء رمضان.