ضباب ساحر يغلف جعار ويحولها إلى لوحة طبيعية مدهشة

أبين (أبين الآن) حسن الكنزلي
استيقظ سكان مدينة جعار الساحلية في مديرية خنفر بمحافظة أبين، فجر اليوم، على مشهد لم يألفوه من قبل، حيث غمرت المدينة طبقة كثيفة من الضباب، ما منح الأجواء لمسة سحرية هادئة، وسط انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
مع بزوغ أولى خيوط الفجر، بدت شوارع جعار وكأنها تسبح في بحر من الغيوم البيضاء، في مشهد أضفى على المدينة طابعا خلابا ومهيبا. وقد عبّر الكثير من السكان عن استمتاعهم بهذا الجو المنعش، حيث امتزجت البرودة اللطيفة مع رائحة الأرض الندية، ما جعل الصباح مختلفا عن أي يوم مضى.
لم تقتصر آثار الضباب على جمال المنظر فقط؛ بل تحولت بعض الأسطح المعدنية كأبواب المنازل والسيارات إلى طبقة ناعمة مبللة بالندى، وكأن المدينة قد غُسلت برذاذ بارد.
وفقًا لروايات كبار السن الذين تجاوزوا الخمسين عاما؛ فإن هذه الظاهرة غير مسبوقة في تاريخ المدينة، ما جعل البعض يتساءل عن أسبابها. ومن المرجح أن الضباب الكثيف قد نتج عن التقاء تيارات هوائية باردة مع الهواء الدافئ القادم من البحر، إضافة إلى الرطوبة العالية والتبريد الليلي السريع، مما وفر الظروف المثالية لظهور الضباب بكثافته الفريدة.
وبينما استغل بعض السكان الفرصة لالتقاط الصور ومشاركة تجربتهم الفريدة، تمنى آخرون أن تتكرر هذه الظاهرة، لما أضفته من إحساس بالهدوء والجمال النادر، في صباح كان أشبه بلوحة طبيعية متقنة التفاصيل.
وفي انتظار تقارير الأرصاد الجوية القادمة، يتساءل أهالي جعار: هل سيكون هذا الضباب مجرد زائر عابر، أم أننا على موعد مع تغيرات مناخية جديدة؟