أبناء يافع أبطالٌ في زمن اليأس.. وأصحاب قلوب لا تُهزم أمام الألم
لا شيء أشد قسوة على القلب من أن ترى طفلاً صغيرًا يُصارع المرض، دون أن يكون له يدٌ في هذا الصراع، ودون أن يفهم لماذا كُتب عليه هذا القدر من الألم ،الأطفال خُلقوا ليضحكوا، ليعيشوا في دفء الأمان، لا ليخوضوا معارك لا قبل لهم بها.
اليوم، يقف الطفل "مجد ثروت" على حافة المعاناة، في صراع مع مرض نادر يقف أمامه الطب عاجزًا إلا بجرعة دواء واحدة، لكنها ليست كأي جرعة... إنها حقنة واحدة يتوقف عليها مصير هذا الطفل البريء، لكنها تتجاوز 2 مليون دولار، وكأن الحياة تقول له ولأسرته إن النجاة ليست للفقراء، وإن الأمل يباع بثمن باهظ.
في لحظات كهذه، حيث يبدو كل شيء مستحيلاً، ينبثق نورٌ من حيث لا نتوقع، ويأبى الخير أن يظل صامتًا، أطلق أبناء يافع حملة واسعة لإنقاذ الطفل مجد، فكانوا كما عهدهم الجميع، رجالًا لا يعرفون المستحيل، وأصحاب قلوب لا تُهزم أمام الألم.
من هنا، بدأت القطرة الأولى... من صفحة العزيز "زيد ابن يافع"، ومن قلب الشهم "أبو أنس الصافي"، اللذين كانا الشرارة الأولى لهذا السيل الإنساني الجارف؛ ما هي إلا لحظات حتى اجتمع أهل الخير من كل مكان، كلٌّ يمد يده، وكلٌّ يفتح قلبه، وكأن الإنسانية قد قررت أن تقول كلمتها في وجه هذا المرض القاسي ،بل هي حربٌ ضد الظلم الذي يفرضه المال على الحياة، وهي رسالة لكل طفل بأن الإنسانية لا تزال بخير، وبأن الأمل ليس حكرًا على من يملك المال.
نحن اليوم أمام اختبار حقيقي لإنسانيتنا، ليس فقط لإنقاذ مجد، بل لنثبت أن الحياة لا تزال تحمل في طياتها الرحمة، وأن الأطفال لا يجب أن يكونوا ضحايا الأرقام الفلكية التي تحكم عالم الطب.
لكل من يستطيع، لكل من يملك القدرة، لكل من يشعر بأن هذا الألم يمزقه كما يمزق قلب والدي مجد... هذه فرصتكم لتكونوا جزءًا من معجزة حقيقية، لتكونوا اليد التي تنتشل طفلاً من براثن المرض، ولتكونوا القطرات التي تصنع سيلًا من الأمل.
نسأل الله أن يمنّ على هذا الطفل البريء بالحياة، وأن يكسيه بالعافية، وأن يجبر قلب والديه، كما نسأله أن يكتب الشفاء لكل طفل يعاني على هذه الأرض، وأن يملأ قلوب الآباء والأمهات بالطمأنينة بدلًا من الخوف والوجع ، فليكن كل واحدٍ منا شعاع نور في حياة هذا الطفل، وليكن صوتنا هو النداء الذي يصل به إلى بر الأمان.