الكركم.. فوائده الصحية واستخداماته الطبية

الكركم (Curcuma longa) هو نبات عشبي ينتمي إلى عائلة الزنجبيلية (Zingiberaceae)، ويشتهر بلونه الأصفر المميز ونكهته الفريدة.

يُستخدم الكركم منذ قرون في الطب التقليدي، خاصة في الهند والصين، لعلاج العديد من الحالات الصحية. يُعد مركب الكركومين (Curcumin)، وهو المادة الفعالة الرئيسية في الكركم، المسؤول عن معظم فوائده الطبية.

المكونات النشطة في الكركم

الكركومينويدات (Curcuminoids): وهي مركبات متعددة الفينول، أشهرها الكركومين، الذي يتميز بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات.

الزيوت العطرية (Essential Oils): مثل التورميرون (Turmerone) والأتلانتيون (Atlantone), والتي تساهم في دعم الصحة العامة.

مركبات الفلافونويد (Flavonoids): التي تلعب دورًا في مقاومة الجذور الحرة وتعزيز المناعة.

الفوائد الصحية والطبية للكركم

1.مضاد للالتهابات
الكركومين يمتلك تأثيرًا قويًا كمضاد للالتهاب من خلال تثبيط نشاط الإنزيمات الالتهابية مثل إنزيم السيكلوأوكسيجيناز-2 (COX-2) وإنزيم الليبوكسيجيناز (LOX). وقد أظهرت الدراسات أن الكركومين يقلل من مؤشرات الالتهاب مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-α) والإنترلوكين-6 (IL-6).

2.مضاد للأكسدة
يعمل الكركومين كمضاد قوي للأكسدة، حيث يثبط الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة (Free Radicals)، ويعزز نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة مثل الجلوتاثيون بيروكسيداز (Glutathione Peroxidase) والكاتالاز (Catalase).

3.دعم صحة الجهاز الهضمي
يُحسن الكركم من عملية الهضم ويخفف من أعراض عسر الهضم (Dyspepsia) والقولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome - IBS). كما يُعتقد أنه يُحفز إفراز العصارة الصفراوية، مما يسهم في تحسين هضم الدهون.

4.الحماية من الأمراض المزمنة

السكري: يُظهر الكركومين تأثيرًا محسنًا على مقاومة الأنسولين ويقلل من مستويات السكر الصومي في الدم (Fasting Blood Glucose).

أمراض القلب: يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، بالإضافة إلى تحسين وظيفة البطانة الوعائية (Endothelial Function).

السرطان: أظهرت أبحاث مخبرية أن الكركومين يمكن أن يثبط نمو الخلايا السرطانية من خلال التأثير على مسارات متعددة مثل مسار إشارات البروتين كيناز (MAPK pathway) ومسار العامل النووي كابا-بي (NF-κB).

5.دعم صحة الدماغ
يُعتقد أن الكركومين يعزز مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، مما قد يساهم في الوقاية من الأمراض العصبية مثل ألزهايمر.

الاستخدامات الطبية للكركم

المكملات الغذائية: توجد مكملات تحتوي على مستخلص الكركومين بتركيزات عالية لتعزيز الصحة العامة.

المراهم الموضعية: تُستخدم في علاج الالتهابات الجلدية مثل الأكزيما والصدفية.

العلاج التقليدي: يُستخدم في الطب الأيورفيدي لعلاج مشاكل الكبد والالتهابات.

الجرعة الموصى بها والآثار الجانبية

الجرعة الآمنة: تتراوح الجرعة اليومية الآمنة لمستخلص الكركومين بين 500 إلى 2000 ملغ يوميًا.

الآثار الجانبية: عند تناول كميات مفرطة، قد يسبب الكركم اضطرابات هضمية مثل الإسهال أو الغثيان.

التداخلات الدوائية: قد يتداخل مع أدوية تمييع الدم مثل الوارفارين (Warfarin) وأدوية السكري.

يُعد الكركم من الأعشاب الطبية التي تحمل فوائد صحية متعددة، بفضل مركب الكركومين الغني بالخصائص العلاجية. 

ورغم فوائده المثبتة علميًا، يجب تناوله بجرعات معتدلة وتحت إشراف طبي عند استخدامه كمكمل غذائي.