الله ـ يحب العفو!

بقلم: حسين السليماني الحنشي 


العفو الذي لا يحاسب بعده الله، دليل على سعة عفو الله.
إن المغفرة التي يعطيها الله للمذنبين لايبقى بعدها خوف، وعندما نعلم إن عفو الله عظيم، وإن قوته لايضاهيها شئ وإن الكون بما فيه لايساوي عنده جناح بعوضة، هذا هو الأمر العصيب الذي يجعل المذنبين يهرعون إلى التوبة إلى الله خوفاً من بطش الله بهم، فهو سبحانه يعطي الوقت للتوبة والرجوع إليه... وفوق هذا ترى التزاحم من المخطئين على الدنيا والاستيلاء على الرئاسة والمال والجاه في فيها، فهو سبحانه يعطي ولا يمنع عنهم الرزق والصحة، وهم عصاة وخارجين عن الصراط المستقيم الذي وضعه الله ميزان تسير عليه الأمم...، بل يؤخرهم وهم مجاهرين له بالمعاصي والجحود والكفر والإلحاد... إلى أجل مسمى؛ وهو القادر على إلحاق أضرار جسيمة أو تدمير كامل للدنيا ومن فيها، لكن رحمته سبقت غضبه سبحانه!
ومافي الشرائع السماوية السابقة والإسلام الحنيف، من الأبواب الواسعة لدخول التائبين، حيث جعلها الله مفتوحة وجعل محطات للناس تذكرهم بالعودة إليه وتزودهم منها بما يوصلهم إلى عفو الله ورحمته، ومنها مانعيشه اليوم من أيام كلها تهيئة الأجواء للتوبة والرجوع إلى الله وخاصة في رمضان...
وهذا من كريم عطائه الذي لا ينفذ وهو سبحانه يحب العفو، ويصفح عن الذنوب مهما كان شأنها، ويعفو كرما منه وإحسانا، ويفتح واسع رحمته لمن يستنجدون به حتى لا يبقى في القلوب اليأس والقنوط... 
فلا نجد أحد في الوجود إلا وهو محتاج إلى عفوه ورحمته،
فكانت التوبة التي شرعها الله لنا، حتى يشملنا بعفوه. ويتجاوز عن الذنوب التي أحدثناها ونترك العمل الغير الصالح من أجل أن نعيش نعيم الدنيا والآخرة. 
إن المسلمين كانوا ومازالوا يتسابقون إلى عفو الله، فكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» حتى يكون الاطمئنان بالعفو  الذي يمحو الذنوب، وتستقر النفوس التي تخشى الله وتخافه... فكان منهم السؤال عن كيفية التعامل مع الذنوب التي ارتكبوها من أجل إلا تكتب عليهم، وكأنهم لم يفعلوها، ولم يجدوا لها أثر، ولا معاتبة من الله عز وجل، فتستقر النفوس بما منّ الله عليهم من خيرا كثيرا من الصفح والغفران بكل توبة يجددونها إلى ـ الله ـ وهو القادر على العقاب، لكنه يعفو لأنه يحب العفو!