حضرموت على أعتاب نقلة تنموية غير مسبوقة: قراءة في دلالات الطرح السعودي

عندما يكتب إعلامي سعودي بارز مثل الأستاذ عبدالله آل هتيلة، نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ، عنوانًا بحجم "حضرموت على أعتاب نقلة تنموية شاملة غير مسبوقة"، فإن لهذا الطرح دلالاته العميقة، التي تتجاوز مجرد العناوين الجذابة أو الإثارة الإعلامية. فهذا الكاتب، المعروف بمتابعته الدقيقة للشأن اليمني عامة والحضرمي خاصة، لا يطلق مثل هذه العناوين اعتباطًا، بل استنادًا إلى معطيات ومعلومات دقيقة، مستمدة من مصادر موثوقة داخل مراكز القرار السعودي.

لماذا هذا الاهتمام السعودي بحضرموت الآن؟

يأتي هذا الطرح في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تشهد اليمن تحولات كبرى على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، مع سعي المجتمع الدولي والإقليمي إلى وضع حد للصراع الممتد منذ سنوات. ويبدو أن حضرموت أصبحت في قلب هذه الرؤية الاستراتيجية، نظرًا لموقعها الجيوسياسي وأهميتها الاقتصادية، مما يجعلها نموذجًا محوريًا في استقرار اليمن والمنطقة.

حضرموت.. بوابة الاستقرار والنموذج التنموي لليمن

لم يكن من قبيل المصادفة أن تحظى حضرموت باهتمام متزايد من النخب ودوائر صنع القرار في المملكة العربية السعودية، إذ تدرك القيادة السعودية والعالم بأسره أن استقرار اليمن لن يكون ممكنًا دون وجود نموذج تنموي ناجح يمكن تعميمه في بقية المناطق. وهنا تبرز حضرموت كأفضل المرشحين للعب هذا الدور، بفضل مواردها الطبيعية، وموقعها الاستراتيجي، واستقرارها النسبي مقارنة ببقية المناطق اليمنية.

إن الأزمة اليمنية، رغم تعقيداتها، باتت تقترب من مرحلة الانفراج، الأمر الذي يتطلب رؤية تنموية شاملة تعيد ترتيب الأولويات، وتخلق بيئة اقتصادية مستقرة تسهم في تعزيز الأمن والسلم الاجتماعي. ومن هنا، يبدو أن هناك توجهًا سعوديًا واضحًا نحو دعم نهضة حضرموت، ليس فقط كمصلحة يمنية، ولكن أيضًا كجزء من رؤية إقليمية لضمان الاستقرار في جنوب الجزيرة العربية.

إرادة التغيير والتحديات القادمة

لا شك أن تحقيق نقلة تنموية شاملة في حضرموت لن يكون طريقًا سهلًا، فالتحديات والعراقيل كثيرة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، لكن الإرادة السياسية، المدعومة بالتخطيط السليم، يمكن أن تفتح أبوابًا جديدة للمستقبل.

ومع حلول شهر رمضان المبارك، الذي يبعث الأمل في النفوس، نتطلع لأن يكون هذا الشهر بداية خير لليمن عامة، وحضرموت خاصة، وأن نشهد خطوات عملية على الأرض لترجمة هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس.

ختامًا بوركت كل يد تسعى لتحقيق الخير والصالح العام، فالإرادة والعزيمة، إلى جانب التخطيط المدروس، هي السبيل للوصول إلى مستقبل أفضل لحضرموت ولليمن بأسره.