إلى روح صالح الناخبي الطاهرة
في ذكرى تحرير العاصمة عدن، أقف أمام ذكراك أيها الفارس الذي لم يغمد سلاحه، لا في ساحة المعركة ولا في ميدان الإعلام، أكتب إليك وكأنك لم تغادر، وكأنك ما زلت هنا، صدى صوتك يملأ الفراغ الذي خلفه رحيلك الموجع.
أتعلم، يا صالح، عدن اليوم ليست كما أردتموها، ليست كما حلمت بها أنت ورفاقك الذين سطروا بدمائهم أعظم ملاحم الفداء، فبعد كل تلك التضحيات الجسيمة، ما زالت عدن تعاني، تتجرع مرارة العبث والإهمال ممن استضفناهم، محاصرة في وحل الأزمات، الكهرباء تنطفئ أكثر مما تضيء، والناس يئنون تحت وطأة الفقر والمعاناة، وكأن تحريرها حلم لم يكتمل.
لكننا، يا صالح، لم نحِد عن الطريق، لم نبدّل مواقفنا، ولم نفرط بما دافعنا عنه، نحن هنا رغم الألم، رغم الصعاب، نؤمن أن كلمة الفصل ما زالت لنا، وأن الجنوب الذي ناضلنا من أجله لن يكون إلا كما أردناه، حرًا مستقلًا، بعيدًا عن أيادي العابثين.
أتذكر، ويتذكر معي الزملاء امين الأحمدي صالح ابوعوذل احمد شلبي حسين باقرين صابر العمدة وباقي الزملاء عند تأسيس صحيفة عدن24، كيف كنت تؤكد إن الإعلام هو معركة لا تقل أهمية عن البندقية، وإن الكلمة الحرة هي الدرع الذي يحمي الوعي الجنوبي من محاولات الطمس والتزييف، وها نحن بعد رحيلك، نرى كيف يحاولون السيطرة على شبابنا، كيف يخشون قولنا، وكيف يريدون عدن خرساء، لا صوت لها، ولا روح، لكننا، كما كنت، سنبقى حراس الكلمة، سيوفًا في وجه التزييف، أقلامًا لا تهادن ولا تنحني.
نم قرير العين، أيها الفارس، فأمثالك لا يموتون، بل تبقى أرواحهم تضيء الطريق لمن بعدهم، عدن ستنهض، وستستعيد مجدها، وسنواصل المسير حتى يتحقق الحلم الجنوبي الذي أفنيت عمرك لأجله.
لروحك السلام .. على العهد باقون .. حتى النصر .. حتى الحرية .. حتى السيادة الكاملة .. حتما سننتصر .. ونحن بعون الله منتصرون.