نِعَم تحيط بنا.. حين ندرك قيمة ما نملك.
في زحمة الحياة وضغوطاتها، قد يغفل الإنسان عن النعم التي تحيط به، منشغلاً بما ينقصه بدلاً من التأمل فيما لديه.
الحقيقة التي تغيب عن الأذهان أحياناً هي أن ما يراه البعض أمراً عادياً، يُعد أمنية وحُلماً لدى آخرين يكافحون للحصول عليه..ومن امثلة ذلك:
-عملك الشاق؟
قد يكون مرهقاً، لكنه في الوقت نفسه حلم كل عاطل يبحث عن فرصة لكسب رزقه.
-ابنك المزعج؟
ربما يسبب لك التعب، لكنه في نظر العقيم نعمة لا تُقدر بثمن.
-بيتك الصغير؟
قد تراه متواضعاً، لكنه بالنسبة للمشردين قمة الأمن والاستقرار.
-مالك القليل؟
رغم بساطته، إلا أنه عند المدين الذي يرزح تحت وطأة الديون كنز يُخفف عنه همومه.
عافيتك؟
قد تعتبرها أمراً عادياً، لكنها أغلى أمنية لكل مريض يتمنى أن يستعيد صحته.
-ابتسامتك؟
تبدو بسيطة، لكنها قد تكون حلم كل مهموم يبحث عن لحظة فرح وسط معاناته القاسية.
ستر الله عليك؟
نعمة عظيمة، يتمناها كل من كشفت عثراته وأخطاؤه أمام الناس.
-استقامتك؟
حتى صلاحك الذي تراه طبيعياً، هو حلم لمن غرقوا في الذنوب ويتمنون طريقاً للخلاص.
حين يتأمل الإنسان في النعم التي يمتلكها، يدرك أن حياته مليئة بالعطايا الربانية التي لم يكن يقدرها حق قدرها.
الشكر والامتنان ليسا مجرد كلمات تقال، بل هما مفتاح السعادة الحقيقية
كشعور داخلي يُغيّر نظرة الإنسان للحياة ويجعلها أكثر إشراقاً.
في عالم يمتلئ بالمقارنات والسعي وراء المزيد، تبقى الحقيقة واضحة:
أنت في نعمة، فاحرص على أن ترعاها وتشكر الله عليها واحفظ نِعَمك قبل ان تفقدها لأن ما تراه أمراً عادياً، قد يكون حلم غيرك فالنعم لا تُدرك قيمتها إلا حين تضيع، لذا كن واعياً بما تملك، واشكر الله على عطاياه قبل أن تفتقدها وكن راضياً بما قسم لك الله تكن اغنى الناس.