النخب وثنائية .. (الفشل أو النجاح) ..

بالنسبة لمن يحتلون الصدارة في المجتمعات كقيادات الدول ونخب المجتمعات والمناط بهم تحقيق الانجازات لشعوبهم على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات كون ذلك هو معيار نجاحهم من عدمه .

فإنه وبناء على ذلك
 يشترط البعض توفر ثلاثة عوامل خارجية أي (ليست ذاتية) لنجاحهم
 والمتمثلة في :
١/ الامكانات الكافية
٢ / الظروف المناسبة
٣ / الفرص السانحة 
وفي الواقع وأمام هذا فإننا نجد نموذجين من القيادات والنخب على حالين مختلفين  :
~ فالأول حقق نجاحا وأحدث إنجازا برغم عدم توفر العوامل الثلاثة سالفة الذكر لديه
~ بينما الثاني أخفق وفشل في الوقت الذي توفرت له فيه العوامل المذكورة . 

فيا ترى ما السر وراء ذلك ؟ !
الجواب ببساطة :
السر الكامن وراء ذلك
هو فقدان فريق الإخفاق لثلاثية النجاح الداخلية التي تتعلق بالعنصر البشري نفسه والمتمثلة في :
١/ الإرادات القوية
٢ / الهمم العالية
٣/ التفكير الإيجابي
فمتى توفرت هذه الثلاثية لدى النخبة أو الفريق فإن النجاح
حليفهم لا محالة وسواء بتوفر العوامل الثلاثة الخارجية أم بغيرها ؟
لأنه في حال توفر الثلاثية الخارجية وانعدام الثلاثية الداخلية فإن الفشل
 والاخفاق هو النتيجة الحتمية والمُخرَج الطبيعي لدى هؤلاء .

ولأهمية الثلاثية الداخلية ومحوريتها فإن علينا تناولها بشيئ من التفصيل المختصر
 كالتالي :
أولا / الإرادات القوية 
تعتبر المفتاح الرئيس للنجاح وشرط العبور الأصيل والتي بفقدانها يستحيل النجاح ويتعثر العبور .
يزيد من وزن الإرادات أنها متاحة للجميع رغم الظروف القاسية التي يمر بها البعض إلا أنها تبقى متاحة دون أن تُحتكر لصالح فئة أو لون أو عرق .
فهي إكسير متاح أمام الجميع وفي متناول الكل ولا يحول بينها وبين الفريق أو النخبة القيادية إلا أنفسهم وذواتهم .
ثانيا / الهمم العالية 
 وترجمتها في الواقع بمعني الإصرار والعزيمة لا غير لكنها بمثابة كلمة السر التي بها تحدث الاختراقات وتُفتح الحجُب فتُمكن من الوصول للانجازات وتتحقق معها المعجزات  وتتحول بها الأحلام إلى حقائق فهي العدة والعتاد وهي السلاح النوعي الذي تتحول به
 المخاطر إلى فرص والعوائق إلى مبادرات وبها تتمكن النخب والقيادات من إخراج
الشعوب من أعناق الزجاجات ومعها تتحول الأتراح إلى أفراح والظلمات إلى نواميس مبصرات وتمتلئ صفحات أصحابها بعظائم المنجزات
 وتفيض بأخبارهم الكتب والمجلدات .
ثالثا / التفكير الإيجابي 
وهنا لا بد من طرح السؤال الآتي :
من الذي يفكر للنخب ولِفِرَق القادة ؟
سؤال كبييييير وذو دلالات واسعة ويشير بوضوح إلى واقع يفكر فيه الغير نيابة عن الغير .
وقد تنساق النخب والفرق القيادية بشعور أو بدون شعور وراء تلك الأفكار الجاهزة والمعلبة فيتعطل تفكيرها .

وبناء على ذلك تعلق الأمة أو الشعب في مربعات المتاهة وتغوص في وحول التفاهة وتعجز عن إيجاد الحلول لصغائر الأمور ووضيع الاشكالات ناهيك عن كبيرها وما ذاك إلا نتيجة طبيعية لتعطيل الفكر والتفكير والاكتفاء بالجاهز المعلب .

الجدير بالذكر أنه وفي البلاد العربية عموما قد يحدث عمدا أو بدون قصد أن يكون الذي قام بإعداد الجاهز المعلب من الأفكار للفريق الواحد هو نفسه الذي قدم ثلاثية النجاح الخارجية لنفس الفريق .
أما بخصوص اليمن فيبدو أنه لا وجود للثلاثية بنوعيها !
بل ولا حتى المُعَلٍَب من الأفكار .
ليبقى السؤال :
أكووو عرب ؟ !