(لقاءُ سبتهم) ليس كغيره .. 

نادرة هي اللقاءات بالغة الأهمية والتي يترتب عليها نتائج مفصلية نحو السلم والوئام بعد التوتر والحرب أحيانا ونحو الحرب والتوتر بعد سلم ووئام .
ولعل لقاء السبت بمسقط بتاريخ ٢٠٢٥/٥/١١م بين الجانبين الأمريكي الترامبي من جهة والإيراني (المماانع) من جهة أخرى .
لعل هذا اللقاء يندرج في إطار تلك اللقاءات النادرة والبالغة الأهمية والتي سيترتب عليها (إنفراج وانفتاح وربما انفلاق انشقاق مستقبلا) .

هذا اللقاء (الهام) يذكرني بلقاء بصنعاء جمع بين اليمني اليهودي حاييم من جهة وبين جاره (المسلم) المدعو ب الحاج حسين الكبسي حيث شابت علاقتهما ببعضهما أجواء قطيعة وشحن .
ومما زاد طين تلك العلاقات بِلة تمترس كل واحد منهما خلف أيدلوجيته ذات الطابع التمييزي العنصري حيث كان اليهودي يرى نفسه من زاوية توراتية محرفة تنفخ فيه الأفضلية على العالمين وأنه ممثل (شعب الله المختار بصنعاء) في حين كان الحاج حسين بدوره يرى لنفسه كومة من عناصر التفضيل والتميُز والتعالي ليس على اليهودي فحسب بل على بقية اليمنيبن والعرب كافة .
وبناء على ذلك واجه اليهودي حاييم نفس السلاح ونفس النظرة وبشكل مضاعف من قبل الحاج حسين الذي كان يرى لنفسه حقوقا تممييزية ومنازل عنصرية كحق إلاهي خاص بسلالته نتيجة موروث تشربه من مدسوسات الشعوبية عامة وموضوعات الفرس خاصة في ما يسمى ب ( تراث الآل ) .
فتوسعت الشقة وزادت القطيعة وتوترت الأجواء وتسممت الفضاءات بينهما نتيجة انطلاق كل منهما من تلك الزاوية المظلمة وخرافاتها المنتنة .
لكنه مع الوقت وبمبادرة من طرف ثالث - على دراية بالكواليس وخلفيات التوترات -
فقد رأى ذلك الطرف نزع فتيل التوتر بين الطرفين ووضعهما في صورتهما الطبيعية وأمام حقيقتهما التي طالما تجاهلاها وحققا من خلالها مصالح جمة .

تمثلت مباردة تلك
 الشخصية في وليمة تميزت بالثريد الشرقي والشواء الغربي واللحوم الحمراء المغمورة بالشحوم واختار لتلك الوليمة نهار رمضان ودعا إليها الحاج حسين وبنيامين الجار وقد هرع المذكوران إلى الوليمة في استجابة سريعة ومفاجئة بنفس الوقت
وليس ذلك فحسب !
بل أقبلا على تناول تلك اللحوم والابتسامات لبعضهما تسبق النظرات .
وفي حين كان الحاج حسين يتناول اللحوم الغربية الحمراء بشبق وشرهِِ واضحين كان بنيامين من جانبه يجمع الشحوم ملتهما إياها أكواما مبتلعا إياها في سباق مع الوقت دون أن يمضغها مما أدى إلى اشتعال نيران الحسد الداخلي لدى الحاج حسين والذي عبر عن ذلك في ثوب فضول ظاهري حيث بادر بنيامين سائلا :
أليست الشحوم محرمة عليكم في التوراة صديقي بنيامين ؟ !
أجاب بنيامين : 
بلى بلى سيدي حسين
(لكنني في اليَهْوَدَة مثلما أنت في الإسلام أخي حسين كما ترى) !!
وهنا تتدخل المضيف وجرهما للمصافحة واحتضان بعضهما
ومباشرة عاتبهما المضيف على ضجيج القطيعة ملقيا عليهما باللوم على سنوات الضجيج تلك مع أنهما في الحقيقة ليسا قريبان من بعضهما فقط ! بل هما في الحقيقة أشبه بروحَين في جسد واحد ! !
وعلى إثر ذلك تعانق الضيفان عناقا حارا وهما يهمسان لبعضهما : 
نخن شيئُُ واحدُُ نسكن جسدان مختلفان وتجمعنا قصعة ورقصة واحدة .
إنه لقاء مسقط المرتقب سبت الغد والذي أفصح عنه ترامب علنا في مخالفة واضحة للسرية والتقية المعمول بهما لدى الطِّ .... ين ذي السروال الواحد ! 

بقي السؤال :
أكوووو عرب ؟ !