علي صالح المطري .. رجل من زمن الكبار وعطاء بلا حدود
رجل من زمن الكبار حقا,وشخصية رائعة تختزل في سيرتها معاني التفاني، والإخلاص، والبذل اللامحدود. رجلٌ من زمن آخر، لم يعرِفه الناس بمنصبه، بل عرفوه بصدقه ونبله، وبروحه التي لم تهدأ يومًا عن خدمة مجتمعه. إنه الأخ/ علي صالح المطري ابو جلال ابن قرية اللكمة بوادي ذي ردم المنتمي إداريا لمديرية حبيل الجبر احدى مديريات ردفان بمحافظة لحج.
الإداري الذي لم يترجل عن خدمة وطنه
المطري الإداري المحنك، والرجل الحكيم منذ أن سلك طريقة المهني وحتى اللحظة, لم يكن مجرد مسؤول يؤدي وظيفته، بل كان عقلًا إداريًا استثنائيًا، وركيزة أساسية في منظومة العمل الذي يقوم به, ومع تعاقب الحروب والاجيال، مازال ذلك المطري هو العون والسندً لكل من ناداه,و لم يغير ذلك الرجل إخلاصه قط ، بل ظل ثابتًا على مبادئه، متفانيًا في عمله، لا يبحث عن الأضواء، بل يبحث عن الإنجاز.
ورغم تلك التقلبات والمنعطفات والنكبات، استمر ابو جلال شامخا ,صادقا معروفا لدى الجميع بضميره الحي،وقلبه الرحيم, ولم يتوقف عطاؤه، بل ازدادت همته في خدمة المجتمع، وكأن الزمن يمنحه المزيد من القوة بدلًا من أن يحدّ من نشاطه.
المصلح الذي يجمع القلوب
علي صالح المطري رجل من زمن آخر, تجده سموحا عطوفا محبا ودودا,شغوفا لعمل الخير اينما كان, وسخّر نفسه في الإصلاح المجتمعي، فكان أحد أبرز الشخصيات المجتمعية في مدريات ردفان قاطبة, والذي تجده دائما ما يسعى لإصلاح ذات البين و إخماد نيران الفتن، واعادة المتخاصمين إلى جادة الصواب. لم يكن يوما مجرد وسيط ، بل كان صاحب رسالة سامية ، يحمل بين كلماته الحكمة، وبين تصرفاته الصدق، فيستمع الجميع لكلماته ويثقون في حكمه.
علي المطري يعجز اللسان عن وصفه وتعجز الكلمات أن توفيه حقه,,فلم يكن عمل الخير بالنسبة له عملًا ثانويًا، بل كان واجبًا لا يقل أهمية عن أي مسؤولية اخرى, فقد أدرك أن بناء المجتمع لا يكون فقط بإدارة المؤسسات، بل أيضًا ببناء جسور الثقة بين أبنائه، ونزع فتيل الأزمات قبل أن تستفحل.
عطاءٌ لا ينضب.. ومسيرةٌ تلهم الأجيال
ورغم السنوات الطويلة التي قضاها في ميادين العمل، إلا أن علي المطري لم يفقد حماسه يومًا، ولم يضعف إيمانه برسالته, فهو اليوم كما كان بالأمس، شعلة من النشاط، نموذج للرجل الإنسان الذي لم يركن إلى الراحة، ولم يترك مجتمعه في منتصف الطريق.
إنه رجلٌ لا يطلب مجدًا شخصيًا، ولا ينتظر مقابلًا، لكنه يزرع بذور الخير أينما حل، ويضيء الدروب لمن خلفه، تاركًا أثرًا خالدًا في كل من عرفوه أو عملوا معه.
ختامًا.. تحية لهذا الرجل الاستثنائي
إن المجتمعات لا تبنى بالأقوال، بل بالأفعال، ولا تنهض بالمتخاذلين، بل بالنماذج التي لا تعرف الكلل, والحبيب علي المطري واحدا من هؤلاء الرجال الذين يستحقون أن تُرفع لهم القبعات، وأن تُسطر أسماؤهم بأحرف من نور في سجل العظماء.
فليكن لنا في سيرته درسٌ، وفي عطائه قدوة، ولنعلم أن الأوطان لا تزدهر إلا بأمثاله، ممن يحملون شعلة الخير، ويسيرون بها رغم كل العوائق، ليضيئوا بها طريق المستقبل.