نحن أحق بالنخبة
في الرابع والعشرين من أبريل، قبل تسع سنوات، سطر رجال حضرموت الشرفاء، بدعم من التحالف العربي، ملحمة بطولية بتحرير ساحل حضرموت من عناصر القاعدة الإرهابية. قاد هذا الإنجاز التاريخي حلف قبائل حضرموت بمعية رجال مخلصين، حيث تم دحر قوى التطرف والإرهاب من الساحل والهضبة وتأمين شركات النفط عام 2016، وتسليمها لاحقًا للدولة.
فمن كان في مقدمة الصفوف يوم كانت المعركة حياة أو موت، ومن سقى تراب حضرموت بدمه الطاهر، هو الأحق اليوم بالاحتفال بهذه الذكرى الخالدة، وهو الأحق بالحفاظ على قوات النخبة الحضرمية، التي أصبحت صمام أمان حضرموت وحصنها المنيع.
نحن اليوم نسمع الكثير من المماحكات والمكايدات السياسية، وبدلًا من الاعتراف بجهود أهل حضرموت ومسارهم العقلاني نحو مشروع الحكم الذاتي، نُواجَه بمحاولات لجر حضرموت إلى المجهول.
حضرموت اتخذت قرارها بعقلانية. فقد رأت أن الحل الأنسب لأزمتها، ولأزمة اليمن عمومًا، هو إقامة الحكم الذاتي تحت مظلة الدولة اليمنية المعترف بها إقليميًا ودوليًا.. هذا المشروع لا يتضمن أي ضرر بالأطراف الأخرى شمالًا أو جنوبًا، بل يحمل في طياته علاجًا ناجعًا للتشظي السياسي والإداري، ويخفف العبء عن الدولة المركزية.
بينما نرى المجلس الانتقالي الجنوبي يدخل في شراكة فعلية مع الشرعية اليمنية، تحت سقف الجمهورية اليمنية، فإننا نرفض الزج بحضرموت في مشروع لا تزال تفاصيله ضبابية ولم ينفصل أصحابه أصلًا عن الجمهورية اليمنية. فالتجارب الماضية علمتنا أن العجلة في اتخاذ قرارات مصيرية قد تشعل نارًا لا تبقي ولا تذر، كما حصل عام 1993.
الوحدة اليمنية مطلب شرعي وشعبي، لكن الخطأ لم يكن في الوحدة، بل في من أدارها. أما الحكم الذاتي لحضرموت، فهو أحد الحلول الواقعية لتصحيح مسار الوحدة، بما يحفظ للجميع مصالحهم، ويضمن استقرارهم. وأي حديث عن انفصال اليوم، لن يفضي إلا إلى الفوضى والتناحر والعودة إلى المربع الأول.
لذلك، فإننا نؤكد أن الحضارم أحق بالاحتفال بيوم 24 أبريل، وأحق بالحفاظ على نخبتهم الحضرمية التي يجب أن تبسط سلطتها على كل حضرموت، ساحلًا وواديًا وهضبة وصحراء. ولن يكون ذلك إلا من خلال تنفيذ الحكم الذاتي، الذي يضمن انسحاب كافة القوات غير الحضرمية، ويتيح لأبناء حضرموت إدارة شؤونهم الأمنية والإدارية بأنفسهم.
فهل من مجيب؟ هل من سامع لصوت العقل والحكمة؟
وبالله التوفيق.