ولادة المكونات اليمنية هل هي ضرورة وطنية أم صناعة خارجية !!!
ربما لا يجف حبر كتابة هذا الخبر بعد .....إلا وقد سمعنا بولادة مكون يمني جديد ، حتى أصبحت ولادة المكونات اليمنية ظاهرة ملفة للمهتمين للشأن اليمني .
وعُقيب ولادة كل مكون جديد تتبادر إلى أذهان المواطن عدة أسئلة ..
من هو الداعم لهذا المكون الجديد ؟
من هم الأفراد الذين دعو لإنشاء هذا المكون ؟
ماهي الأهداف غير المعلنة من إنشاء المكون ؟
ما مدى تأثيره على الساحة السياسية ؟
من هي الجهة المنزعجة من ولادة المكون الجديد ؟
كل تلك الإسئلة وغيرها يتداولها المهتمون بالشأن اليمني ...
فيبدؤون بالتحليل ، والتدقيق ، والإستقصاء ، والتتبع ، والتخمين.. فيشرقون، ويغربون ، ويبالغون ، ويقللون ...
فبينماهم كذلك يلد مكون آخر ، وهكذا دواليك !!!
ما بات معروفاً ولا يعتريه الشك.....أنَّ كل تلك المكونات - بلا استثناء - هي صناعة خارجية ، ومنتج مّستورد ، وأفكار أعداء الوطن !!!
فخلال عقد من الزمان لم يلتمس المواطن منها خيراً قط ، ولم تتبلور تلك الشعارات التي رُفِعتْ إلى واقع ملموس ، ولم تتحول تلك الأفكار الجميلة التي دغدغوا بها مشاعر البسطاء إلى خطط عملية تعود بالنفع على الشعب ....
بل على العكس من ذلك تماماً ....فقد كانت نتائجها كارثية على الشعب بكل ما تحمله الكلمة ، فتسببت في تمزيق النسيج الإجتماعي ، وازدياد الاحتقان الشعبي ، وتوسيع هوة الخلافات ، وإشعال جذوة الصراعات ، وإيقاد عفن الفتن !!!
إضافة إلى كل تلك الأدواء ، والعِلِلِ..... حوَّلت اليمن إلى ساحة صراعات دولية ، وإقليمية ، دونما أية اعتبارات للمواطن اليمني ، الذي يدفع - وحده - فاتورة تلك المهازل .
بالأمس شهدنا ميلاد مكون جديد ، وبتسمية جديدة ، فريدة ..
وقد أختار المخرج مكان الولادة بعناية ، وحدد الزمان بدقة ، وانتقى الشعار بذكاء ، وصاغ البيان باحترافية عالية ..
( وارحبي يا جنازة فوق الأموات) .
الحقيقية أنني - ورُغم الألم الذي يعتصر القلب ، ورُغم الحزن الذي يمزق النفس ، ورُغم الأسى الذي يفتت الفؤاد - أنظر إلى تلك المهازل بنظرت إيجابية تفاؤلية إلى حد بعيد جداً .
وأكاد أجزم أنَّ هذا التشظي المخيف ، وذلك الانقسام الحاد الذي تشهده اليمن ...... هو بمثابة جرس انذار لكل يمني حر شريف ، غيور على وطنه .
ولا أراه إلا فرصة حقيقية للدعوة لكل مخلصي الوطن أن يتداعوا إلى راية وطنية حقيقية من إنتاج ( محلي خالص ) .
ذلك أنَّ ( المخرج اللئيم ) أرادنا أن نضيَّع بوصلة السير ، وأن نضل الطريق ، وأن نبتعد عن الهدف ، وأن نلهث وراء السراب !!
فكانت نتيج ذلك الخبث ....
ما نراه من صراعات إجتماعية مريرة على كافة الصُّعد .
إنَّ لدى الشعب اليمني هدف واحد يتبلور في إزالة هذا الورم الخبيث ( الحوثي ) الذي أصاب الجسم اليمني في مقتل ، وهو سبب كل البلاء الذي نعاني منه .
وإزالة تلك العلل...
يتطلب صياغة مشروع وطني ناضج يجمع الكل ، ويوحد الصف ، ويرأب الصدع ، ويلملم الشمل .
وأمامنا تجربة سوريا نحتاج أن نستلهمها...
سوريا قبل اليوم كانت تعيش نفس أوضاعنا وأسوأ {مكونات ، جماعات ، طوائف ، وأحزاب }
وكانت تتصارع فيما بينها ، وكان النظام يغذي جذوة الخلافات ، ويشعل الحروب ، ويثير النعرات ، ويجزأ المجزأ ، ويقسم المقسم ، حتى أضعف الكل ، وأذل الجميع !!!
فعاشوا في دوامة الصراعات العبثية لعقد ، ونصف عقد ، ولم يرسوا على بر !!
لكن وفي خضم ذلك الواقع البائس ، وفي ظل تلك الظلمة الحالكة ....
انبرى ( السيد أحمد الشرع) ليقوم بمهمة الإنقاذ ...
فأوقد فتيلة الضوء ، ورفع راية الخلاص ، وأوقف عجلة السير ، وجهر بصوت الحق ....
فانعطف إليه الكل وأصغى له الجميع ، وانضوى تحت تلك الراية - الواضحة المعالم - كل فصائل المعارضة ..... فصاغهم في بوتقة واحدة ، وأجمعوا على السير خلفه ، يحدوهم الأمل في الخلاص من الشتات ، وإنهاء الصراعات العبثية .
فوجهوا كل جهودهم تحت لافتة واحدة ( ردع العدوان ) .
فكانت ننيجة تلك الخطوة أن احتاجوا { لعشرة أيام لا غير } حتى قلعوا نظامًا دموياً امتد لأكثر
من خمسين عاماً ...
وها هي سواعدهم -جميعاً - تتشابك لتبني سوريا الجديدة ، الحرة ، الأبية .
فكم أتمنى أن تصل كلماتي هذه إلى كل وطني ، حر ، شريف ليحملها محمل الجد ...
وهي دعوة للخبراء ، وصناع القرار ، والمثقفين، وللقائمين على تلك المكونات....
ندعوهم إلى إلغاء حب الذات ، وجعل مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات
وإن يتداعوا إلى بلورة فكرة تكون منطلقاً لحشد الجهود والطاقات حتى نصل إلى قرار الإنقاذ .
فأين شرع اليمن ؟