كيف تعرف المجتمعات الفاشلة.!!
لاتعجب اذا رأيت عديمي الفائدة وقليلي الخبرة يحملون رتباً عسكرية عليا ويقودون ألوية وقطاعات عسكرية في الدولة ..
لاتعجب ان رأيت الفاسدين والمتئآمرين والخونة وناهبي خيرات الوطن يتسنمون مناصب قيادية عليا في الدولة..
لا تعجب ان رأيت المطبلين الوقحين يمدحون هذين الصنفين آنفاً ويرفعونهما الى مصاف الملهمين وحاميين حمى الوطن ويمجدونهما بما لايستحقانه ويزينون لهما باطلهما..
نعم لا تعجب .. لاننا نعيش في هذا الزمن الاغبر.. الذي غلبت معاييره فوصف الصادق بالكاذب والكاذب بالصادق والخائن بألامين والامين بالخائن..
وصدق الشاعر المحضار حين قال :
كذا تلقين يا الدنيا تردين الوفي عيّاب والعايب وفي ويبقى المعرفي منكور في عينك والمنكور يبقى معرفي … متى باتنصغي.؟!
ويحضرني في المقام قول الكاتب الروسي أنطون تشيخوف عندما سئل
عن طبيعة المجتمعات الفاشلة فأجاب:
في المجتمعات الفاشلة يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية. تظل الغالبية بلهاء دائما، وتغلب العاقل باستمرار.
فإذا رأيت الموضوعات التافهة تتصدر النقاشات في أحد المجتمعات ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدا.
فعلى سبيل المثال، الأغاني والكلمات التي لا معنى لها تجد ملايين الناس يرقصون لها ويرددونها، ويصبح صاحب الأغنية مشهورا ومعروفا ومحبوبا. بل حتى الناس يأخذون رأيهم في شؤون المجتمع والحياة.
أما الكتاب والمؤلفون، فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزنا. فمعظم الناس يحبون التفاهة والتخدير
فشخص يخدرنا ليغيّب عقولنا عنا، وشخص يضحكنا بالتفاهات، أفضل من شخص يوقظنا للواقع ويؤلمنا بالقول الحق.
وتصبحون على وطن خالي من والفاسدين والمطبلين وناهبي الوطن.