أمل في الظلام
بقلم: حسين السليماني الحنشي
في ليلة حالكة، ليلة مظلمة، لا يوجد فيها ضوء للقمر أو للنجوم، حيث الأوضاع سيئة وغير مستقرة، والظلام شديد... سمعت صوتًا ينادي: أين أنت؟ لم أستطع التعرف عليه. ثم سمعت صوتًا حزينًا يقول: هرمنا من الحسرات. نظرت حولي، لكن لم أجد أحدًا. فجأة، ظهر قائد بطل، كنت أسير بجانبه في وضح النهار، وكان يسير بجانبي في كل شبر من أرضنا. لكن بدأ يتلاشى مع الغروب، وعندما جاء الليل لم أعد أراه... واصلت السير في طريق مليء بالحفر، وسقطت في إحدى الحفر، وسمعت أصواتًا كنت أعرفها من بلدي. كان أحدهم يقول: ألا ترى كيف أصبحنا تائهين بلا قضية، بلا وطن؟ كنت أسمع الأصوات وأشعر بالأجساد، لكن كل ما كنت أريد أن أتحسس من حولي، لكنهم كانوا يصرخون... فتمنيت لو كان الظل بجانبي بكل مرارة. تذكرت الأيام الماضية، حتى لم يعد لدي رغبة في أي استفسار، جاء الفجر ورأيت جروحًا تنزف، والروائح جعلتني لا أستطيع النوم، وبكينا حتى جفت عيوننا من الحزن. تذكرت كيف فقدنا الوطن من أجل فرد، وكيف أصبحنا نعيش في خصومة دائمة. كنا نتعلم أن الشهداء سقطوا من أجل الوطن، وهم قلة قليلة، لكننا اليوم نخسر الأفراد والأوطان. قلت بصوت مبحوح: كان الظل يلازمني ويمشي بجانبي، بينما أخبرني عن العميل الذي تعافى وعاش مرتهنًا، وعن الهاربين الذين لن يعودوا... فقلت: ومن يخرجنا من هنا؟ قال: القادمون على الدبابات. نشب النزاع داخل الحفرة، وصنفوا كل فرد منهم حتى أنا. لكنني رفضت ذلك كله، وقلت بثقة تامة إن القادم أفضل. خرج الظل معي وشجعني على المضي قدمًا، حتى اختفى في الظلام، تاركًا لي الأمل في مستقبل أفضل.


