صرخة مواطن: بين تدهور المعيشة وصمت المسؤولين
بقلم:: محفوظ كرامة
في ظل ظروف قاسية ومحبطة، يعيش المواطن في المحافظات المحررة واقعًا مريرًا يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة. سنوات طويلة من الإهمال والتدهور المعيشي جعلت هذا المواطن يشعر وكأن دولته وحكومته تعيشان في عالم بعيد عن معاناته اليومية.
كان الراتب في الماضي يوفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة، لكنه اليوم، مع انهيار العملة المحلية إلى مستويات خطيرة، أصبح عاجزًا عن تلبية احتياجات الأسرة الأساسية. المواطن يعيش في خوف دائم من أن يستيقظ يومًا ليجد أن قيمة الريال اليمني لا تساوي حتى فنجان شاي، ويعود إلى منزله خالي اليدين، غير قادر على إطعام أطفاله.
ورغم إدراك المجلس الرئاسي والحكومة لمخاطر هذه الأوضاع، إلا أن الحلول الفعلية غائبة، والكذب يمارس علنًا. في الوقت الذي تُصرف فيه رواتب المسؤولين ونثرياتهم بالعملة الصعبة دون تأخير، يعاني الموظف البسيط من تأخير صرف مستحقاته، وحتى العلاوات السنوية تُصرف بشكل جزئي وغير عادل.
هذه الأوضاع تنذر بثورة جياع قادمة، حيث باتت العديد من الأسر تكتفي بوجبة واحدة يوميًا، وهناك من يضطر للبحث عن الطعام في مخلفات الأكل لسد رمق أطفاله.
رسالة إلى المسؤولين في الدولة والحكومة، وإلى المجلس الانتقالي وقيادة التحالف العربي: هل من استجابة قبل أن تقع الكارثة؟ المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الإهمال، والبلاد على شفا الانهيار.