الإخوان المسلمون في اليمن: بين التبعية والمكاسب السياسية

الإخوان المسلمون في اليمن يمثلون نموذجًا سياسيًا يثير الكثير من الجدل بسبب تغليبهم مصلحة التبعية للمرجعية الإخوانية العالمية على مصلحة الوطن. هذا النهج يجعلهم في مواجهة مباشرة مع تطلعات الشعب اليمني، حيث يستغلون كل الفرص المتاحة، حتى وإن كانت تحمل طابعًا تكفيريًا، لتحقيق أهدافهم السياسية ومشروعهم الخاص.

 استغلال الأزمات لتحقيق المكاسب

ما يميز الإخوان المسلمين في اليمن هو استراتيجيتهم في التعامل مع الأزمات. فهم لا يتصدرون القتال أو المواجهة المباشرة، بل يفضلون جني الثمار من الأزمات التي تعصف بالبلاد. هذه الاستراتيجية تجعلهم المستفيد الأول من أي شقاق أو انقسام داخلي، مما يعزز نجاح مشروعهم السياسي.

مشروع الأقاليم: وسيلة للبقاء

بعد الشقاق الذي حدث بينهم وبين عفاش، ظهر مشروعهم الاتحادي والأقاليم كحل مستميت يضمن لهم المشاركة في الحكم. وجدوا في هذا المشروع فرصة لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة بعد استلام الحوثي الحكم في الشمال، مما دفعهم إلى التمسك به كوسيلة للبقاء في المشهد السياسي.

التمثيل الجنوبي: درجة ثانية

حتى أن التمثيل الإخواني الجنوبي التابع لهم يُعتبر من الدرجة الثانية في كيانهم الحزبي. هذا يُظهر بوضوح أنهم يستميتون في التواجد في الجنوب كحاضنة يمنية شمالية لضمان بقاءهم في مشروعهم لحكم الأقاليم. بل إنهم يرعون مصالحهم الخاصة كما يرعى الراعي عنزاته في مرعى الجنوب، مستغلين كل الموارد لتحقيق أهدافهم.

الولاء للخارج

الإخوان المسلمون في اليمن يراهنون على ولائهم للخارج، الممولين لهم، بدلًا من أن يكونوا حزبًا وطنيًا يمثل أبناء اليمن. هذا الولاء يجعلهم مختلفين عن بقية الأحزاب اليمنية الأخرى.

غياب الثبات والمبادئ

الإصلاح، كجزء من هذه الجماعة، يفتقر إلى مبدأ الثبات. فهم يتلونون ويتغيرون وفقًا للظروف السياسية لتحقيق المكاسب. هذا النهج يجعلهم في حالة دائمة من التكيف مع المتغيرات، ولكن على حساب المبادئ والقيم الوطنية.

تساؤلات:

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال: هل يمكن للإخوان المسلمين في اليمن أن يكونوا جزءًا من الحل بدلًا من أن يكونوا جزءًا من المشكلة؟ أو بالأصح هم أساس المشكلة؟. الإجابة: تعتمد على قدرتهم على تقديم مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة والتخلص من تبعية الخارج الداعم لهم بالمال والأفكار ، وهو أمر يبدو بعيد المنال حالياً ومستقبلاً.