الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا من العمر والضعف يخيّم على دورها.!!
بقلم:_منصور بلعيدي_
قال: "في عامها الثمانين، تقترب الأمم المتحدة من مرحلة الشيخوخة، وهي التي وُلدت من رماد الحرب العالمية الثانية، بهدف أساسي هو صون السلام، وحماية حقوق الإنسان، وتوحيد الشعوب. لكن، ومع مرور العقود، تبدو هذه المنظمة الدولية وكأنها تعيش على أمل قد تلاشى، بعدما أصبحت عاجزة عن حل أبسط الملفات التي تشتعل في عالمنا المشتعل بالفوضى، والحروب، والبلطجة."
لقد تحولت الأمم المتحدة إلى منصة تصاريح وشعارات، تكتفي بإظهار مشاعر الأسف والقلق، وكأنها امرأة متوحمة، تتأمل ما يحدث من حولها، دون أن تتخذ خطوات فعلية تفضي إلى تغيير حقيقي.
فالأحداث تتوالى، والأزمات تتفاقم، ومع ذلك، تظل المنظمة عاجزة عن تقديم حلول جذرية، أو حتى مجرد تدخل فعال، في قضايا تدمّر مستقبل الشعوب، وتهدد أمن العالم بأسره.
وفي المشهد اليمني، سجن الحوثيون بعض موظفي الامم المتحدة ، وتفاقم الوضع الإنساني في البلد ، ولم تفعل الأمم المتحدة شيئًا سوى التصريحات والشعور بالأسف، وكأنها تكتفي بمراقبة المأساة من بعيد، دون أن تتخذ موقفًا حاسمًا ليس لوقف نزيف الدم، أو يوقف زحف الظلم، بل ولو لاخراج موظفيها من السجن على الأقل.
لقد أصبحت المنظمة الدولية، التي كانت يومًا منبرًا للأمل، تعيش حالة من الضعف، وتفتقد القدرة على التأثير، في زمن تتغير فيه موازين القوى، وتتصاعد فيه التحديات، بينما تظل هي حبيسة شعاراتها، عاجزة عن تقديم حلول حقيقية، أو حتى إظهار إرادة فعالة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن الأمم المتحدة من استعادة عافيتها، وتقديم دور فاعل يليق بمكانتها، أم أن الزمن قد تجاوزها، وأصبحت مجرد شاهد على فشلها في إدارة أزمات العالم؟
الزمن كفيل بالإجابة، وما نتمناه أن تعود المنظمة إلى مسارها الصحيح، قبل أن تفقد كل ما تبقى من مصداقيتها، وتصبح مجرد ذكرى من ماضيها المجيد..