أشباه الإعلاميين.. بين الجهل والابتزاز باسم الصحافة

في عصر الانفجار الرقمي وتعدد المنصات الإعلامية، لم تعد مهنة الصحافة محصورة على من يملك أدواتها، بل باتت ساحة مفتوحة يتجول فيها من هبّ ودبّ، ممن يزعمون أنهم "إعلاميون"، بينما لا يملكون أدنى مقومات الصحفي الحقيقي. هؤلاء هم ما يمكن تسميتهم بـ"أشباه الإعلاميين"؛ ظاهرة تتفاقم وتؤثر سلبًا على صورة الصحافة ومصداقيتها.

يتسلل هؤلاء إلى الميدان الإعلامي من أبواب خلفية، دون مؤهلات أكاديمية أو فهم لمبادئ المهنة، ويعتمدون على الفضاء الرقمي لتقديم أنفسهم كصحفيين. لكنهم في الحقيقة لا يمتلكون سوى الجهل، والأخطر من ذلك: النوايا المشبوهة.

فمن يطالع كتاباتهم يدرك فورًا هشاشتهم اللغوية، وكثرة الأخطاء الإملائية، وضعف الأسلوب، ناهيك عن جهلهم بقواعد العمل الصحفي من توثيق المصادر والتحقق من المعلومة، إلى الموضوعية والمهنية. والنتيجة: نشر أخبار كاذبة، وإشاعة فوضى معرفية تضلل القارئ وتضر بالمجتمع.

الوجه المظلم لأشباه الإعلاميين يتمثل في استخدام المنصة الإعلامية كوسيلة للابتزاز. نعم، لم تعد هذه الظاهرة مجرد جهل، بل تحولت لدى البعض إلى وسيلة للكسب غير المشروع، عبر التهديد و منالتشهير ونشر فضائح مفبركة بغرض تحصيل أموال من جهات أو أفراد. هذه الممارسات شوهت وجه الإعلام، وأساءت إلى رسالته النبيلة.