نساء عدن في الساحات صوت الخدمات في ظل صمت الرجال

في مشهد لافت، خرجت نساء مدينة عدن إلى الساحات العامة، مطالبات بأبسط حقوق الحياة الكريمة خدمات الكهرباء، والمياه، والصحة، والتعليم، في وقت يسود فيه صمت الرجال وغياب صوتهم في القضايا المعيشية اليومية التي تمس حياة الجميع.

النساء، وهن يحملن لافتات كُتب عليها شعارات تندد بالانقطاع المتكرر للكهرباء وتدهور البنية التحتية، أطلقن صرخة مدوية في وجه الإهمال والفساد، مؤكدات أن الصبر قد نفد، وأن السكوت لم يعد خيارًا.

تقول إحدى المشاركات: "خرجنا لأننا نعيش المعاناة يوميًا، نطبخ في الظلام، نُسقي أطفالنا من ماء غير صالح، ونركض خلف سرير في مستشفى لا يجد فيه المريض دواءً أو رعاية. إلى متى نظل ساكتين؟".

هذا الحراك النسائي يفتح باب التساؤلات: أين دور الرجال؟ ولماذا أصبح صوت المرأة هو الأعلى في الميدان؟ هل هو غياب للوعي؟ أم خيبة أمل؟ أم أن المرأة باتت اليوم أكثر جرأة في مواجهة الواقع؟

يرى مراقبون أن ما يحدث يعكس تحوّلًا في المشهد الاجتماعي، حيث باتت النساء يلعبن دورًا متقدماً في القضايا العامة، بعد أن كان يُنظر إليهن كمجرد متابعات من بعيد. وأصبحن اليوم من يصنع الحدث، ويقود الموقف.

ويضيف ناشط حقوقي: "ما يجري ليس مجرد وقفة احتجاجية، بل رسالة قوية للمجتمع كله بأن السكوت لا يغيّر الواقع، وأن التغيير يبدأ بخطوة، وأن المرأة لم تعد تنتظر من يتكلم نيابة عنها".

وتتزامن هذه التحركات النسائية مع تدهور مستمر في الخدمات الأساسية في المدينة، وسط عجز حكومي واضح، وغياب للجهات المسؤولة عن تقديم أي حلول عملية أو حتى الاعتراف بالأزمة.

الخلاصة: ما تقوم به نساء عدن اليوم هو إنذار مبكر بأن الصمت لم يعد مجديًا، وأن على الجميع، رجالًا ونساء، الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة التحديات والمطالبة بالحقوق. فالخدمات ليست ترفًا، بل حقٌ أساسي، والسكوت عنها جريمة بحق الأجيال القادمة.

ودمتم سالمين