حضرموت.. لم تعد قابلة بالتهميش أو الإنكماش.

اندفاع بعض الإخوة ممن توقعنا منهم الوقوف ولو على الحياد ، من مطالب حضرموت ؛ في الحكم الذاتي ..إلى ما هو أبعد من التبعية -الجنوبية- إلى التبعية الانتقالية، تنظيما و دورا في هذه المرحلة الصعبة ، التي وضعت حضرموت أمام تحديات خطيرة تتجاوز النطاق اليماني إلى الاقليمي ، في رهان سياسي و استراتيجي، قد يجعل من حضرموت ساحة تصفية حسابات بديلة لمناطق أخرى شمال جزيرة العرب..أو دفعها إلى الحالة السودانية.

لذا على قيادات حضرموت المجتمعية و السياسية ، في هذه المرحلة، وأكثر من أي وقت مضى ، أن تدقق في الصياغات التي تقدم لها ، أكانت في شكل دعوات للمصالحة و الوحدة الحضرمية ، أو لوحدتها مع غربها - من ‎جنوب اليمن ، هذا الدعوات التي رفعت في الوقت الذي اجمع ‎الحضارم ، ومن مختلف الشرائح و الفئات المكونة لمجتمع حضرموت وبنسبة عالية على تبني ‎حلف قبائل حضرموت لمطالب ‎أبناء حضرموت و بنسبة عالية تكاد تصل إلى الإجماع.. من خلال التوافد الكمي و النوعي إلى لقاء ‎هضبة حضرموت..  التي جاءت في أعقاب ذلك اللقاء وبيانه الواضح.. لا يدعونا فقط إلى التدقيق في دعوات  الوحدة والمصالحة فقط ، بل والى الدوافع خلفها و في هذا التوقيت.. بصرف النظر عما تمثله مفردة المصالحة و عبارة وحدة حضرموت من جمالية ومطلب ‎حضرمي.

و بما أنني لست مع التأييد المطلق، لأي مكون سياسي أو اجتماعي ، ولست من المناصرين للرفض المتصلب والأعمى لكل اقتراح يهدف إلى تعزيز وحدة مجتمعية - سياسية حضرمية ، ولعلي من الذين يطالبون بذلك لتعزيز ماوصلنا إليه ، لا لتلبية دعوات نعرف إنها  لم تاتي من فراغ مكاني- جهوي أو اقليمي، و في نفس الوقت علينا آلا نتعامل مع هذه الفرقعات بسلبية بل نبحث عن من يقف خلفها.. قد نجد بيننا وبينه ما يحرره من كلفة الوكيل أو الأداة.. للتعامل مع القيادات الحضرمية في الحلف و ‎المؤتمر الجامع الحضرمي.. لا غيرها ، كونها قيادات حضرمية النشاءة والإرادة، و لديها  فهم و إحترام مصالحه و تثمين مواقفه و البناء عليها- لعلاقات مستقبلية و استراتيجية ، تضطلع فيها حضرموت بدورها في أمن واستقرار محيطها اليماني و العربي- إذا ما اردوا هذا.. دون ذلك على ‎الحضارم الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. 

أخيرًا نقول وبوضوح لهؤلاء.. إن ‎الحضارم يعون أهمية ‎حضرموت بثرواتها الجغرافية و الديمغرافية ، ويدركون مسؤولياتهم تجاه الآخرين..أكان الآخرون في المحيط اليماني أو الإقليمي..و وفقًا لهذه المسؤولية لا تراجع عن أن تحكم حضرموت نفسها حتى تضطلع بدورها كإقليم قائد.. غير قابل للتهميش أو الإنكماش !!.