المرأة ترفع راية الحقوق في عدن

عرفت بلاد العرب السعيدة قبل غيرها من الأمصار والبلدان والأمم فنون الحكم الرشيد ، والإبداع في قدرات الإدارة والغوص في أعماق معانيها ، استطاعت أمة العرب - ممثلة ببلاد العرب السعيدة - أن تعلم نفسها ثم غيرها من الأمم : الصناعة ؛ إذ صنعت الأقمشة ، والعطور بأنواعها والبخور ، وأدوات الزراعة وفنون الري ، فضلا عن صناعة السلاح ، وغيرها مما يحتاجه الإنسان في السلم والحرب ، وكذلك الزراعة ؛ إذ زرعت الحبوب بأنواعها ، والفواكه باختلاف مسمياتها ، والخضار بكل أصنافها ، وغيرها من الأشجار المفيدة . 

وقبل هذا وذاك سبقت بلاد العرب السعيدة إلى تقنين معايير للحكم الرشيد ، والعمل بموجبها ، منها على سبيل التمثيل ؛ تمثيل الشعب عبر الأقيال أو الملأ أو أولي الألباب ، في مجالس شورى ، يرجع إليهم القائد الأعلى قبل أن يتخذ أي قرار ، وعلى وفق رأيهم الشوروي يشرع في الأمر ، وكذلك تم إشراك المرأة في كل شؤون الحياة ؛ فمنهن من قادت الجيوش ، ومنهن كبار الفرسان ، بل منهن السياسيات اللواتي وصلن إلى أعلى مراكز القرار ، وأظهرن في حكمهن شيئا من الدهاء والحكمة اللتين لم يصل إليهما في كثير من الأزمان كثير من رجال الحكم وساسة الأمم والشعوب ، وهذا ماعلمناه من القرآن الكريم . 

واليوم بعد أن فقد المواطنون والمواطنات في حاضرة بحر العرب أسباب الحياة كلها أو يكادون ، ومنها على سبيل التمثيل لا الحصر ؛ الكهرباء ، والمياه ، والتعليم ، والصحة ، والغلاء الفاحش ، وتدهور العملة ، والمعاش الشهري (الذي لايكفيه لإطعام من يعول أسبوعا واحدا من الشهر) انبرت المرأة شامخة كالجبال لحمل راية المعاناة ومواجهة سياسة التجويع ، ابتداء من يومنا هذا العاشر من مايو ، وذلك بعد أن خار الذكور ، وانبطحوا أمام سيف القهر المسلط على رقاب الجياع والمتخاذلين .

علما بأننا على ثقة كبيرة بأن المرأة في الحاضرة ستعيد صناعة التاريخ ، وتذكر الأمة بما صنعن الجدات الخالدات وما فعلن الأمهات الماجدات ...