محمد بن سلمان: رؤية تنموية وترابط استراتيجي مع الجنوب العربي

لطالما كانت العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجنوب العربي أكثر من مجرد تقارب جغرافي، فهي امتداد طبيعي لوحدة العقيدة والدين واللغة والموروث الثقافي المشترك. هذه الروابط التاريخية لم تكن مجرد إرث، بل تحولت إلى شراكة استراتيجية تعزز الأمن والاستقرار، وتدعم تطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره وبناء مستقبله.  

منذ توليه ولاية العهد، تبنّى الأمير محمد بن سلمان نهجاً تنموياً شاملاً، لم يقتصر على الداخل السعودي، بل امتد ليشمل دعم استقرار المنطقة، وعلى رأسها الجنوب العربي. هذا الدعم لم يكن مجرد موقف سياسي، بل تجسد في خطوات عملية، أبرزها اتفاق الرياض، الذي وفر إطاراً سياسياً للمجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل لقضية شعب الجنوب، وعزز روابطه القوية بالتحالف العربي في مواجهة التحديات الأمنية والاستراتيجية.  

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كان ولا يزال عوناً للجنوب العربي، بدءاً من عملية عاصفة الحزم التي انطلقت عام 2015، مروراً بمرحلة إعادة الأمل، وصولاً إلى المعارك التي عززت الترابط بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف، مثل معركة سهام الشرق، التي مثلت نموذجاً عملياً للتعاون في مواجهة الإرهاب والتهديدات الأمنية.  

هذا الترابط لم يكن مجرد تحالف عسكري، بل امتد ليشمل مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الجنوب العربي. فالمملكة، بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تدرك أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة وحدها، بل يحتاج إلى تنمية مستدامة، وفرص اقتصادية، ودعم سياسي يرسخ الاستقرار.  

ورغم محاولات المشككين في دور المملكة، فإنها أثبتت التزامها باحتضان الجنوب العربي، ليس فقط من خلال الدعم السياسي والعسكري، بل أيضاً عبر تعزيز قيم الترابط والتعاون، لضمان مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للمنطقة.  

إن رؤية الأمير محمد بن سلمان ليست مجرد سياسة عابرة، بل نهج استراتيجي يعكس التزام المملكة بمسؤولياتها تجاه الجنوب العربي، ويؤكد أن العلاقة بين الطرفين ليست علاقة ظرفية، بل شراكة ممتدة، قائمة على المصير المشترك، والأهداف الموحدة، والطموح نحو مستقبل أكثر إشراقاً.