احتجاجات النساء في عدن صرخة في وجه الإهمال
شهدت مدينة عدن مؤخرًا احتجاجات نسائية واسعة، عبّرت فيها النساء عن معاناتهن اليومية جراء تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات الأساسية. خرجت الأمهات، العاملات، والطالبات إلى الشوارع، حاملات لافتات تطالب بتوفير الكهرباء، صرف الرواتب، وضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، وكان صوت المرأة هذه المرة صريحًا، قويًا، ومليئًا بالغضب والخذلان.
لم تكن هذه الاحتجاجات مجرد رد فعل عابر، بل نتيجة تراكمات طويلة من الإهمال والمعاناة، انقطاع التيار الكهربائي في ظل حرارة الصيف اللاهبة، وتأخر الرواتب التي يعتمد عليها آلاف الأسر، باتا يشكلان عبئًا لا يُطاق، كثير من النساء تحدثن عن أطفال ينامون على الشموع، وعن أدوية تحفظ في الثلاجات لم تعد صالحة بسبب الانقطاعات، وعن ثلاجات فارغة لا تجد ما تبرده.
ما يميز هذه الوقفة النسائية هو طابعها السلمي ورسالتها الواضحة، لم تطالب النساء إلا بحقوق مشروعة وأساسية، ورفعن أصواتهن متحدات على اختلاف أعمارهن وخلفياتهن.
هذه الاحتجاجات أكدت أن المرأة ليست فقط ضحية للظروف، بل شريكة فاعلة في المطالبة بالتغيير والإصلاح.
في النهاية، تبقى صرخة نساء عدن ناقوس خطر لا يمكن تجاهله، هي دعوة للضمير الإنساني والوطني للوقوف أمام المسؤولية، فكرامة الإنسان تبدأ من حقه في العيش الكريم، وتجاهل مطالب النساء اليوم لن يؤدي إلا إلى مزيد من السخط والاحتقان، وهو ما يجب أن تدركه كل جهة معنية بمستقبل هذه المدينة العريقة.
وفي امتداد لصوت نساء عدن، تتعالى الآن الدعوات النسوية في محافظتي أبين ولحج للخروج في احتجاجات سلمية يوم السبت المقبل، للمطالبة بالخدمات الأساسية والحقوق التي طال انتظارها، تؤكد هذه التحركات أن الغضب لم يعد محصورًا في مدينة واحدة، بل بات مشتركًا بين نساء الجنوب جميعًا، اللواتي ضاق بهن الحال وقررن ألا يصمتن بعد الآن، هي حركة متصاعدة تعبّر عن وعي نسائي متقدم، وإصرار جماعي على كسر دائرة الصمت والمطالبة بالحياة التي تليق بالإنسان وكرامته.