غضب نسوي يتصاعد في عدن بسبب تدهور الخدمات
خرجت النساء في عدن مجددًا في موجة احتجاجية ثانية تؤكد استمرار معاناتهن ورفضهن للصمت أمام الأوضاع المعيشية المتدهورة طالبت المحتجات الحكومة بالتدخل الفوري لتحسين الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، مشيرات إلى أن هذه القطاعات باتت عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات المواطنين وهو ما يهدد حياة السكان ويدفع المجتمع نحو المزيد من التدهور.
الاحتجاجات النسوية لم تأت من فراغ بل جاءت نتيجة تراكم الأزمات واستمرار التجاهل الرسمي فالانقطاعات المستمرة للكهرباء في ظل حرارة الصيف الخانقة وانعدام المياه النظيفة وتدهور المستشفيات والمدارس كلها عوامل عمّقت الشعور بالغضب لدى النساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر في رعاية الأسر ومواجهة تبعات الأزمات اليومية.
تعيش عدن والمحافظات الجنوبية أوضاعًا مزرية على مختلف الأصعدة فالحالة الاقتصادية تنهار والخدمات الأساسية شبه منهارة والبنية التحتية مهترئة بينما تغيب الدولة عن أداء دورها في معالجة المشكلات أو حتى الاستماع للمواطنين هذه الفوضى الإدارية واللامبالاة ساهمتا في تفاقم معاناة الناس ودفعت الكثيرين للخروج إلى الشوارع.
من أبرز مظاهر التدهور الحالي أيضًا الانهيار المستمر للعملة المحلية ما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وعجز غالبية الأسر عن تأمين احتياجاتها الأساسية إلى جانب ذلك يواجه موظفو الدولة في عدن والمحافظات الجنوبية أزمة متكررة بسبب تأخير صرف المرتبات وهو ما تسبب في تزايد معدلات الفقر والانكماش الاقتصادي وخلق أجواء من الإحباط واليأس.
تعكس الاحتجاجات النسوية المتكررة في عدن صورة مجتمع لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة النساء وهن في مقدمة الصفوف يطالبن بكرامة العيش والعدالة وحق أسرهن في خدمات أساسية تعتبر من أبسط حقوق الإنسان إنها رسالة قوية للسلطات بأن صمت المواطنين لم يعد خيارًا وأن الاستجابة لمطالب الناس باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل.