عودة الإسهالات إلى أبين تنذر بعودة وباء الكوليرا
في عودة مستحدثة وتكرار مقلق، تعود الإسهالات إلى محافظة أبين بشكل أوسع، مصحوبة بمخاطر صحية جديدة، مع تزايد حالات الإصابة وتكرارها، ما يشكل ناقوس خطر ينبئ بإمكانية عودة وباء الكوليرا مجددًا.
لا تزال الإسهالات المائية تفتك بالمواطنين في محافظة أبين مع ازدياد رقعة انتشارها. وبالاستناد إلى تقارير سابقة ومعاينة الواقع الحالي، فقد سُجلت عشرات الحالات خلال الأسبوع المنصرم يُشتبه بإصابتها بالكوليرا، نظرًا لتطابق الأعراض مع هذا الوباء، ما يُنذر بخطر تصاعدي في عدد الإصابات. وقد تركزت أغلب هذه الحالات في المناطق النائية، التي تعاني من ضعف التوعية ونقص في إمدادات المراكز الصحية بالسوائل الوريدية ومستلزمات مكافحة الوباء.
أوجه حديثي هذا إلى ضرورة التخفيف من حدة الإصابات من خلال نشر الوعي الصحي عبر وسائل الاتصال المجتمعي، وتزويد المرافق الصحية بالاحتياجات الأساسية. إذ إن غياب التوعية قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وعودة الكوليرا بعد أن تم السيطرة عليه في السابق، وهو أمر لا يحتمل التهاون، خاصة مع تزايد المخاوف من وقوع وفيات جديدة.
وهنا تتجلى المسؤولية الأخلاقية أولاً، حيث يجب على السلطات المحلية والجهات الوزارية المعنية مواجهة هذه الأزمة الصحية والاعتراف بها قبل أن تتفاقم. فهذه ليست أزمة سياسية يُخشى من تبعات إعلانها، بل وباء يُهدد الأرواح يومًا بعد يوم.
وإذا استمرت الجهات المعنية في تجاهل الوضع بالصمت والتساهل، مع ازدياد الإصابات، وغياب الرعاية الصحية، فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة وتكون العواقب وخيمة. هذا ما أعنيه بضرورة التحرك الفوري لتفادي عودة الكوليرا إلى أبين.
الأزمة الحقيقية تكمن أيضًا في غياب المعلومات الصحية وافتقار المواطنين للتوجيهات الوقائية. لماذا لا يتم تفعيل وسائل الإرشاد عبر الإعلام لتقديم رسائل توعوية واضحة تساعد المواطنين على الوقاية؟ فالإعلام اليوم أداة فعالة لنشر النصائح والتثقيف الصحي.
أختم رسالتي إلى كافة الجهات المعنية في وزارة الصحة وسلطات محافظة أبين، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الوضع، واتخاذ التدابير الوقائية، وتوفير السوائل الوريدية، وتفعيل آليات الاتصال السريع مع المواطنين لمنع تفشي المرض والسيطرة عليه قبل فوات الأوان.