متى يهلك الله الظالمين؟

كتب: أبو زين ناصر الوليدي
 
بينما كنت اليوم أقرأ في سورة الإسراء لفتت نظري مسألة وذلك بسبب تكرار الفعل (يستفز) .
الأول :
في الآية رقم ٧٦ وهو قوله تعالى:
(وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها، وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا)
وهنا الفعل يتعلق بقريش والنبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني:
في الآية رقم ١٠٣ وهو قوله تعالى :
(فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا)
وهنا الفعل متعلق بفرعون وموسى عليه السلام.
فلو تأملت ستجد المقدمة نفسها والنتيجة نفسها بمعنى أن سنة الله في إهلاك الظالمين تبدأ باللحظة التي تتخذ فيها الجاهلية إجراءات *إخراج المصلحين واستفزازهم والتضييق عليهم حتى يغادروا الأرض التي يقيمون فيها.* 
ففي الآية الأولى يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن قريشا حين قررت التضييق عليه وإخراجه فكان القدر الإلهي أن (لا يلبثون خلافك إلا قليلا) لأن هذه هي سنة إلهية مطردة منذ فجر الدعوات ولهذا لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة لم يلبثوا إلا قليلا حتى انتقم الله تعالى منهم يوم بدر فلقيوا هزيمة ساحقة دمرت جماجمهم وقادتهم وعتاولة الكفر منهم وما زالوا يتلقون العقوبات المتتالية حتى أذلهم الله بيوم الفتح.

وفي الآية الثانية يقول الله أن العذاب العام نزل بفرعون وجيوشه حين ضيقوا على موسى وهارون وبني إسرائيل وأضطروهم للخروج من مصر فجرت عليهم السنة الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، ولهذا قال الله تعالى في سورة إبراهيم :(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فاوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين* ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ..)
إذن في الآيات وعدان يتحققان حينما يصل الصراع إلى خط معين أو هو مؤشر معين وهي لحظة البدء بإجراءات طرد وإخراج المصلحين .
وعد {إخراج ووعد إسكان}
الوعد الأول : إهلاك الظالمين
الوعد الثاني : إسكان المصلحين أرض وديار الظالمين.
وقد جاء هذا في الآيات بوضوح :
(لنسكننكم الأرض من بعدهم)
(ثم قلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض)
فيا أيها المصلحون أبشروا فقد تولى الله الدفاع عنكم، فمن أخرجكم سيخرجه الله بل وسيسكنكم دياره.
وتلك سنة إلهية ثابتة
ولن تجد لسنة الله تبدلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .
.
.