هل آن الآوان للشعوب أن تمزَّق شوالة الجرذان ؟

بقلم:  د. سعيد سالم الحرباجي 

ربما يظنَّ كثير من البسطاء أنَّ ما يُعْتَمَلُ في العالم العربي والإسلامي من فوضى ، وحروب ، ودمار ، وفتن .....هو محظ صدفة ، أو أقدار 

مسلَّطة علينا ينبغي التسليم لها ، والإذعان لنتائجها ، والقبول بخرابها دونما إبداء أي امتعاض ، أو تململ ، أو إنكار !!

كثير من هؤلاء السذج لا يدرون أنَّ كل تلك الأحداث التي تعصف بالعالم ، العربي والاسلامي ، والعالم ككل ...

إنَّما هي بتدبير مُدَبَّرِِ ، وبتخطيط مُخَطِّط ، وبتنفيذ محترف ، وبإشراف متمرس .

ولتنفيذ تلك المخططات الإجرامية يعتمد المخرج على نظرية ( الجرذان ) .

هذه النظرية التي أسَّس أسسها ، وأرسى قواعدها ، وصاغ مبادئها ( يهودي بن يهودية ).

حيث بدأ بتطبيقها على الفئران وكانت نتائجها مبهرة بل مذهلة جداً ، فدفعه ذلك إلى تطبيقها على البشر .

خلاصة هذه النظرية أنَّ القائمين على مراكز البحث العلمي كانوا يعتمدون في تنفيذ تجاربهم على الفئران .

وكان المزارعون يزوِّدن تلك المراكز بالفئران المطلوبة ..

 حيث يقوم المزارع بجمع الفئران في شوالة - خاصة إذا كان العدد كبيراً - كي يذهب بها في اليوم التالي إلى مراكز البحث .

لكن المزارع كلما جمع كمية من تلك الفئران ووضعها في شوالته واحتفظ بها في زاوية من مزرعته كي يأخذها إلى مراكز البحث ...وجد الفئران قد قرضت الشوالة وهربت .

فقرر أن يشكي حاله إلى رئيس المركز البحثي ...

 فما كان من ذلك الخبيث إلا أن دله على العلاج الناجع الذي يضمن له وصول تلك الفئران إلى مركزه بسلام .

تمثلت تلك الوصفة في الآتي :

قال له : إذا جمعت الفئران اربط الشوالة وهزها بشدة لمدة لا تقل عن ربع ساعة ، ثم اتركها لمدة ساعة أو ساعتين ، ثم عادود نفس الحركة 

وهكذا حتى تصل إلى مركز البحث العلمي.

قال المزارع البسيط وما الحكمة من ذلك ؟

قال : عندما تضع الفئران في الشوالة في بداية الأمر تخاف ، وتهدأ ، ولا تتحرك ...

ولكنها ما أن تأمن....حتى تبدأ تتكاتف وتتعاون ،وتفكر في عملية الخروج من تلك الشوالة ، لذلك تقرضها فتخرج .

ولكنك عندما تهزٌّ الشوالة بين الحين والآخر ... يدبُ الخوف في القلوب ويبقى كل فأر مشغول بنفسه ، بل ويهاجم بعضهم بعضاً ، ولربما قتل بعضهم الآخر ...كل يظن أنَّ الذي يليه هو سبب شقائه !!!

وبهكذا طريقة تضمن تحقيق هدفك ، وتأمن الوصول إلى غايتك .

بعد نجاح هذه التجربة على الفئران بدأ اليهودي يفكر في تنفيذها على البشر ..

وذلك بأن عمل لها محاكاة ..

تمثلت تلك المحاكاة في أنَّ الشوالة عبارة عن مساحة جغرافية معينة ، والناس المتواجدة على ظهر تلك المساحة هم بمثابة الفأران.

وحتى يضمن السيطرة على أولئك البشر يعمل على هزهم هزاً عنيفاً ، وذلك بأن يدخلهم في دوامة الصراعات ، والفتن ، والحروب ، والثأرات ، والتجويع ، وتردَّي الخدمات ، وتدهور الإقتصاد ، وانتشار الجهل الخ....

فكلما هدأت هزَّة وحاول الشعب أن يلتقط أنفاسه...

أحدث له هزَّة جديدة ، وأدخله في أتوان صراعات حديثه ...حتى يفقد الناس صوابهم ، ولا يتمكنون من التفكير في الخروج من تلك المآسي ، فيظلون مأسورين في شوالة الأزمات .

حاولت إسقاط هذه النظرية الخبيثة على واقعنا نحن في اليمن ...فوجدتها تُطَبَّقُ بحذافيرها .

فمنذ عام عام 2010م واليهودي كل يوم يحدث

 لنا هَزَّة عنيفة ، وكلما حاول الشعب ان يلتقط أنفاسه..

هزَّ شوالته مرة أخرى وذلك حتى فقد الشعب صوابه ، وأضاع حسبته .

كل تلك الأزمات التي نعيشها اليوم تديرها أيدِِ خبيثة ...

المنفذون المحليون هم أدوات ذلك اليهودي الخبيث ،،

المتصارعون هم ( أبناء الشعب الأغبياء ) المحشورون في شوالته !!

ففي كل هزَّة { صراع قبلي ، فتنة طائفية , نعرات مناطقية ، خلافات مذهبية ، حروب أهلية ، أزمات اقتصادية الخ.......} يغرز كل منهم خنجره المسموم في قلب صاحبه دونما رحمةِِ... يظنه عدوه ، ويعتقد أنه سبب شقائه !!!

ولا يفطن أؤلئك { الأغبياء} أنَّ البلاء الذي يصيبهم .....هو بسبب هزة ذلك اليهودي الخبيث ، وبأيدي المرتزق الرخيص .

نحن اليوم نتصارع فيما بيننا ، نحن اليوم يقتل بعضنا بعضاً ، نحن اليوم نمارس أبشع أنواع الظلم في حياتنا {وحالنا كحال تلك الجرذان المحشورة في الشوالة} .

للأسف الشديد الشعب الغبي يخسر كل شيء ..

نخسر أبناءنا في معارك عبثية .

نخسر مستقبل أجيالنا في مناكفات طائفية !

نخسر السلام في حياتنا !

نخسر الخدمات الضرورية لوجودنا !

ونخسر ، ونخسر ، ونخسر ....

المستفيد الأول: هو ذلك اليهودي اللئيم الذي يغذٌي هذه الصراعات الوهمية ، ويؤجَّج تلك الصراعات العبثية كي يعبث بمقدٌَرات الوطن ، ويمتص ثرواته !!!

والمستفيد الثاني: هم { وكلاؤه المحليون }

الحوثي يريد أن يعيدنا إلى عصور الظلام والجهل

والتخلف ، ويريد أن يفرض على الشعب أنَّ هناك تمايز طبقي بين اليمنيين .

وهو في الحقيقية ذنب للشيعة الرافضة .

فلما هذا الصراع أيها الشعب الأبي ؟؟!!!

لماذا يقتل بعضنا بعضاً ولا يدري القاتل لماذا قتل ، ولا يدري المقتول فيما قُتِلَ ؟

لماذا نحمل هذا الحقد الدفين لبعضنا البعض ....

لمجرد أنَّ فلاناً خالفنا في الرأي أو الفكر ، أو المعتقد ؟

ولماذا نسلم رقابنا لأناس قرارهم بيدي ذلك إليهودي

الخبيث ؟؟!!!

ومتى نفيق كي نمزَّغ ( شوالة الجرذان ) ونخرج من أسر بائعي الأوطان ؟