مديرة مشفى زنجبار د. سيلة .. عندما يسطر الطبيب تاريخه بأحرف من نور

مديرة مشفى زنجبار د. سيلة .. عندما يسطر الطبيب تاريخه بأحرف من نور

(أبين الآن) كتب | عبدالرب راوح

بإمكانات تكاد تكون منعدمة تدير د. سيلة عوض خميس مستشفى زنجبار الريفي مستعينة بالله ومعتمدة على مخزون خبرتها المتراكم طيلة ثلاثة عقود حتى يظل المشفى "وهو الوحيد في مدينة زنجبار" فاتحاً أبوابه أمام المواطنين لاستقبال الحالات المرضية الطارئة على مدار الساعة، على رغم الانتكاسة التي أحدثها الإنسحاب المفاجئ للمنظمات الداعمة يظل مستشفى زنجبار على رأس المراكز الصحية العامة القليلة التي لاتزال تقدم كوادرها الصحية الخدمات الصحية المتاحة للمرضى.

تولت مهام إدارة مستشفى زنجبار الريفي منذ حوالي سبع سنوات وساهمت قبل ذلك في جهود تطويره من مركز صحي يقدم خدمات محدودة خلال خمس ساعات من نهار أيام الدوام الرسمي إلى مستشفى ريفي متعدد الأقسام بطواقم تعمل على مدار الساعة واليوم بالإضافة إلى ذلك ساهمت بأسلوبها الإداري المنسجم مع توجه مدير إدارة مكتب الصحة بمديرية زنجبار الاخ عبدالقادر باجميل في إضافة مرافق أخرى بدعم غير محدود من قبل السلطات المحلية ممثلة بالأخ المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم أبرزها مركز العزل ومحطة الأكسجين.

 تعد المديرة سيلة المنحدرة من حي سواحل أكبر أحياء مدينة زنجبار والحاصلة على شهادة بكلاريوس طب عام تخصص نساء وولادة من جامعة "منسك" عاصمة بلاروسيا، نموذجاً وقدوة في الالتزام للطواقم الطبية العاملة في المستشفى، إذ تمضي وقتها خلال أيام دوامها "ستة أيام في الاسبوع" تطوف باقسام المستشفى وتشرف على توفير سبل الرعاية لمرتاديه من المرضى الذين تجاوزت اعدادهم حالياً في ظل إنتشار الأوبئة الـ 200 مريض يومياً من كافة الفئات العمرية بما فيهم النازحين وأبناء مناطق مديرية خنفر القريبة، 

وكذلك عهدها مرتادي المستشفى حتى في أسوأ الظروف الاستثائية التي يستفحل فيها انتشار الأوبئة والجوائح، ولايزال الجميع يتذكر موقفها الشجاع في إدارة المركز الصحي إبان الإجتياح الحوثي وصمودها رغم نزوح كافة الأهالي القاطنين بحي سواحل القريب من المركز ظلت د. سيلة تؤدي واجبها في إجراء الإسعافات الأولية لجرحى المقاومة والمواطنين في موقف بطولي لايزال محفوراً في أذهان كل من عايشوه، ماجعله محل إشادة وفخر من قبل أبناء مديرية زنجبار.

وتظل د. سيلة بحق واحدة من أبرز الطبيبات اللواتي أنجبتهن محافظة أبين، وبمشوارها الطويل والحافل بالبذل والعطاء، استطاعت د. سيلة بما تكنه في نفسها من مشاعر إنسانية نبيلة لمجتمعها ووطنها، ان تسطر سيرتها بأحرف من نور .. جعلها تحظى باحترام وتقدير عاليين لدى رؤسائها ومرؤوسيها في العمل بالإضافة إلى رواد المستشفى من المرضى ومحيطها الاجتماعي الذين يقدرون عالياً جهودها وإخلاصها في سبيل الارتقاء بواقع الخدمات الطبية بمستشفى زنجبار.